اعتبر عضو الائتلاف السوري المعارض ​عبد الباسط سيدا​ أن الأزمة السورية "تجاوزت دائرة الارادة الوطنية فباتت مرتبطة بالوضع الاقليمي والدولي"، لافتا الى أنّه "وبالرغم من كل تصريحات النظام التي يؤكد فيها أنّه ليس بصدد الجلوس حاليا على طاولة المفاوضات، الا انّه واذا كان هناك ارادة اقليمية – دولية في ذلك فهو سيرضخ للأمر الواقع لأن قراره ليس بيده".

وأكّد سيدا في حديث لـ"النشرة" استعداد قوى المعارضة للخوض في مفاوضات جديدة ضمن الشروط التي حدّدتها في ​مؤتمر الرياض​ ووردت في البيان الختامي، لافتا الى ان "الهيئة العليا التي تم تشكيلها بعيد انتهاء المؤتمر لا تحل مكان الائتلاف أو غيره من الكيانات المعارضة، فمهمتها الاساسية تشكيل الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام وستكون دوما مرجعية لهذا الوفد". وقال: "سيُراعى الجانب التقني والمعني في اختيار المفاوضين، وستكون الهيئة الجهة المشرفة على الوفد".

الحسم العسكري بالمرصاد

واعتبر سيدا أن التصريحات التي ادلى بها مسؤولون روس ودعوا فيها مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا لاختيار وفد المعارضة الذي سيحاور النظام، "غير جديرة بالتعليق عليها"، لافتا الى ان موسكو حاليا "طرف في الصراع السوري وهي تقاتل الى جانب النظام، فلا شك اننا لن ننتظر منها مواقف غير التي تعلنها". وأضاف: "المعارضة هي التي ستختار وفدها، واذا أراد الروس فليختر دي ميستورا وفد النظام الذي سيفاوضنا".

ورأى سيدا ان "الكل اليوم يريد الحل السياسي ولكن قد لا يكون الحل بعد على الابواب". واضاف: "اجتماع فيينا الاخير دعا لتشكيل وفدين من المعارضة والنظام للخوض في مفاوضات جديدة، وقد قمنا كما المملكة العربية السعودية بواجبنا في هذا الاطار، وأكدنا استعدادنا أكثر من مرة لبدء العملية السياسية على اساس مرجعية جنيف، ولكن اذا قرر النظام كما دائما عدم التعاطي بجدية مع الامور معتمدا مبدأ المماطلة فعندها سيكون الحسم العسكري بالمرصاد، وهو ما صرّح به وزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​ أكثر من مرة".

الهدن لا تؤسس للحل

وتطرق سيدا لموضوع الهدن المحلية التي تشهدها سوريا وكان آخرها في حي الوعر في حمص، معتبرا أنّها "لا تؤسس للحل السياسي المنشود". وقال: "هي تعالج مشكلة جزئية مقتصرة على رقع محدودة".

ورأى أن "قسما كبيرا من الهدن يتم تفسيرها على انّها نوع من الاستسلام من قبل الفصائل بعد كل الضغوط التي يمارسها النظام على المدنيين وخاصة لجهة اعتماده سياسة الحصار والتجويع". وأضاف: "ما نحن بحاجة اليه حل شامل يعتمد على استراتيجية عامة وليس هدن محلية تصب في معظم الاوقات لمصلحة النظام".