لا يبدو حزب الله مستعجلا للبت في التسوية الرئاسية التي اقترحها الرئيس سعد الحريري طالما ان الجنرال ميشال عون ما زال مصرا على المضي قدما بترشحه لرئاسة الجمهورية.

واكدت مصادر سياسية مطلعة في 8 آذار بان حزب الله لا يجد حرجا في موقفه هذا على اعتبار انه اعلن مرارا وتكرار على لسان قادته بان عون هو الممر الالزامي لاية تسوية رئاسية ، وهذا الكلام تبلغه ايضا وبصريح العبارة النائب سليمان فرنجية خلال لقائه الاخير مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

ولفتت المصادر الى ان حزب الله يضع علاقته بميشال عون فوق كل اعتبار وهو لن يغدر به او يتخلى عنه من اجل لا سليمان فرنجية ولا غيره وقالت:" صحيح ان "البيك" هو من صلب محور المقاومة الا ان للجنرال دين في رقبة المقاومة الى يوم الدين حين وقف في وجه كل العالم في حرب تموز 2006 وواجه كل الضغوطات والاستفزازات ولم يتخلى عنها ، ولو وافق الجنرال حينها على فك تحالفه مع حزب الله لكان اصبح رئيسا للجمهورية ونال مكاسب سياسية مهمة".

وفي هذا السياق ، اشارت المصادر الى ان رئاسة الجمهورية ليست "جائزة ترضية" وهي تشكل فقط جزءا من الازمة السياسية القائمة ، واذا كان لا بد من صرف النظر عن اتفاق الطائف فان البديل هو تسوية شاملة سياسيا وحكوميا وامنيا ورئاسيا واستراتيجيا او ما يمكن اعتباره نسخة منقحة من هذا الاتفاق(الطائف).

وجزمت المصادر بان الحزب لن يتدخل مباشرة لدى عون لاقناعه بالتنازل لصالح لفرنجية ، فهذا الموضوع متروك للجنرال اولا واخيرا واي تسوية لن تبصر النور اذا لم يوافق عليها ونقطة على السطر.

وامام هذا الاصرار ، اكدت المصادر السياسية البارزة في 8 آذار بان الملف الرئاسي يواجه عقبات كثيرة :

اولا : لا يبدو النائب ميشال عون بوارد التنازل عن ترشيحه وهو كان قد اسمع النائب فرنجية حين زاره في الرابية مؤخرا كلاما من "العيار الثقيل" نتحفظ عن قوله حاليا ، وابلغ زواره الكلام ذاته.

ثانيا : تؤكد معلومات من مصادر موثوقة ومقربة من حزب الله بانه ليس بوارد الضغط لتمرير التسوية الرئاسية ، وهو ما زال مصرا على ان "طريق بعبدا تمر من الرابية".

ثالثا : تصر كل من ايران وسوريا على ان حل الملف الرئاسي متروك للبنانيين ، اما جوابهما على ما يتعلق بتسوية فرنجية كما ينقل احد زوارهما فكان " ان البت بامر هذه التسوية متروك للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".