تضيء حركة "فتح" اليوم، شعلة انطلاقتها الحادية والخمسين في كافة ​المخيمات الفلسطينية​ في لبنان، على وقع هدوء أمني، وارتياح سياسي لتثبيت الاستقرار في ​مخيم عين الحلوة​، رغم القلق من المحاولات الجارية لتعكير صفوه، انعكاسًا لما يجري من تطورات متسارعة في المنطقة وتحديدًا في سوريا.

استبعاد التوتير السياسي او الأمني في عين الحلوة، توقعته اوساط فلسطينية بارزة لـ"النشرة"، رغم الاختلاف على احياء ذكرى انطلاقة "فتح" والثورة الفلسطينية، بين كل من قيادة "فتح" في لبنان برئاسة الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ "ابو مازن" من جهة، وبين "التيار الإصلاحي" الفتحاوي الذي يقوده القيادي المفصول العقيد ​محمد دحلان​ ويمثله على الساحة اللبنانية العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، من خلال اقامة احتفالين منفصلين داخل المخيم، ومردّه الى جملة اسباب، ابرزها اجواء التوافق الفلسطيني الداخلي والتفاهم على التهدئة التي تسوده في أعقاب تطويق ذيول الاشتباكات الاخيرة التي وقعت بين "فتح" من جهة وبين "المجموعات الاسلامية المتشددة" من جهة اخرى، والتي توجت باعلان "ميثاق الشرف" بين "القوى الاسلامية" و"تجمع الشباب المسلم" بعدم تكرار الاغتيالات والاشتباكات تزامنا مع المصالحات الأهلية والشعبية التي تعقد بين الأحياء ولجان القواطع.

مهرجان "فتح"

فقد قررت "فتح" اقامة المهرجان المركزي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الخميس في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في الشارع التحتاني بعدما جرت العادة أن ينظّم عند مدخل المخيم الفوقاني قرب "تجمع مدارس الاونروا"، على اعتبار ان هذه المنطقة مغلقة امنيًا لكثرة المكاتب الحركية التي تقع فيها امتدادًا الى منطقة البركسات المعقل الرئيسي لها، ومن المقرر ان يلقي أمين سر الحركة وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات كلمة بالمناسبة يتناول فيها التطورات السياسية والامنية في الداخل والمخيمات الفلسطينية، وسط تأكيد مجددًا على ان القوى الفلسطينية تلتزم بالحياد في الخلافات اللبنانية والحرص على امن واستقرار المخيمات وحمايتها والجوار اللبناني وتعزيز علاقات التعاون والتنسيق مع القوى اللبنانية كافة بما يحقق المصلحة العامة.

غير ان أمين سر الحركة وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، اوضح لـ "النشرة"، ان اقامة المهرجان في الملعب لا تعود الى اسباب امنية، وانما كونه اوسع مساحة من المدخل الفوقاني والى الرغبة في تنظيم استعراض عسكري رمزي يلي اضاءة الشعلة وسينتهي العرض في المدخل الفوقاني، مؤكدا ان "الحركة العظيمة شكلت على مدار العقود الماضية العامود الفقري وطليعة الثورة ورأس حربتها حتى النصر وحامية المشروع الوطني الفلسطيني حتى تحقيق أماني وطموحات وتطلعات شعبنا بالحرية والسيادة والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة كل اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها قسرا على يد العصابات الصهيونية الإرهابية".

التيار الإصلاحي

بالمقابل، يضيء التيار الاصلاحي في ​حركة فتح​ برئاسة "اللينو" شعلة الانطلاقة في باحة مقره في حي صفوري الساعة الرابعة عصرا، بعدما وضع اللمسات الاخيرة في مكان الاحتفال لاستقبال حشود المشاركين ونصبوا اقواس النصر ورفعوا الرايات الفلسطينية وراية الحركة، اضافة الى صور الرئيس ياسر عرفات فضلاً عن صور شهداء الثورة الفلسطينية حيث من المتوقع ان تشارك حشود من ابناء "فتح" والمخيمات اضافة الى ممثلين عن القوى الفلسطينية.

وأكدت مصادر "التيار الاصلاحي" انتهاء كافة التحضيرات من كافة النواحي اللوجستية والتقنية، مشيرة إلى ان هذا المهرجان سيكون له وقع على الساحة الفلسطينية وسيشكل مفاجأة للجميع في أكثر من اتجاه حيث سيلقي قائده العميد "اللينو" كلمة يتناول فيها المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية ولا سيما في حركة "فتح" تميل الى التهدئة اكثر، استكمالا لخطاباته السابقة مع التمسك بمواقفه الاصلاحية وضرورة استنهاض الحركة كي يأخذ كل مسؤول دوره دون اي تهميش، على ان يقيم التيار في الوقت نفسه احتفالات مماثلة في مخيمات برج البراجنة والبداوي وشاتيلا ونهر البارد والجليل.