لفت الوزير السابق ​طارق متري​ الى ان "أي تسوية مطروحة ستعكس بالضرورة المناخات الإقليمية، وتحديداً مسار العلاقات الثنائية تحديداً بين السعودية وإيران"، مشيراً الى ان "العلاقات السعودية الإيرانية هي اليوم في أسوأ حالاتها، ومشروع الاتفاق الثنائي في اليمن متعثر و"مش ماشي"، واجتماع "يال" في سويسرا في الأسبوعين الماضيين الذي جمع ما بين الحكومة اليمنية والمعارضة لم يستطع ان يتبنى وقف إطلاق نار بين الطرفين ولا إطلاق الأسرى، لا يظهر تقارب سعودي إيراني "أنا مش شايفو"".

وتساءل في حديث صحفي، عما اذا كان اللبنانيين "وحدهم قادرين أن ينجزوا تسوية داخلية.. نظرياً أنا أقول ممكن.. لكن "ربما"، هناك تفاوض إقليمي يجري في مكان ما ولكن بحكم معرفتي للفرقاء المعنيين أن المتحاورين اللبنانيين لم يدخلوا في نقاش جدي حول تسوية لبنانية".

واعتبر ان تصريح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "أراح اللبنانيين بعض الشيء ولكن لم يطلق عملية تسوية جدية وفي الواقع بمجرد أن فريقاً لبنانياً صار فريقاً إقليمياً تلقائياً الأمر يعكس تداخلاً ما بين التسويتين الداخلية والإقليمية، لذلك أقول: لا جذر فعلياً إقليمياً لملامح تسوية لبنانية، أو مناخاً إقليمياً يمكن ملامسته يصب في مصلحة التسوية المطروحة، لذلك إذا أردت تسوية عليك أن تعمل جيداً على الوضع الإقليمي ومناخاته المؤاتية".

وشدد على "اننا نظرياً ومبدئياً نحن بحاجة لرئيس جمهورية يحترمه كل اللبنانيين. رئيس للجمهورية لديه من السلطة المعنوية والشخصية القانونية، التي يفرضها على كل القوى بالقانون والدستور، وعلى نحو لا يمكن ان يرفض التعاطي معها أي فريق سياسي بالبلد او مهما كان قوياً لأنها تستند الى قوة القانون والدستور التي تشكل قواعد عمل رئيس الجمهورية، رئيس الجمهورية يستخدم صلاحياته الدستورية كاملة. قد لا يتوقف البعض عند أهمية ان يترأس رئيس الجمهورية طاولة مجلس الوزراء مجتمعاً".

ورأى ان الفراغ الرئاسي "يعكس أزمة وطنية ويعكس أزمة الكل وخصوصاً المسيحيين. ما يهمنا حقيقة هو الناس المسيحيين بعيداً عن القيادات السياسية والقوى السياسية الرئيسة التي تشكل 30 أو 40 بالمئة منهم. فيما الأكثرية من المسيحيين لا علاقة لها بتلك القوى الفاعلة أو ما يسمى "نادي الأقوياء"".

وأعرب عن أسفه لما يجري في الوسط المسيحي اذ انه "يعكس عمق أزمة وحلقة مفرغة: من جهة مطالبة بمناصفة قوية، ومن جهة قانون انتخاب ينتخب فيه المسيحيون ممثليهم المسيحيين، ورئيس للجمهورية قوي من ضمن قائمة اربعة او خمسة.. ومن ضمن وفي صلب هذه الحلقة المفرغة تدخل مقولة "أنا وغيري"، مسألة معقدة كل مرة نخسر اشياء مهمة".