رأى المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا ​طارق متري​ أن "هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي بالتحالف مع رئيس النظام السوري بشار الأسد أمر مستحيل"، معتبراً أن "الهدف الحقيقي لروسيا من تدخلها في سوريا هو حماية النظام وليس القضاء على ذلك التنظيم".

وأشار متري في حديث صحفي إلى أنه "إذا أردت أن تُنهي "داعش" وتُهزمه في سوريا تحديداً، يجب أن تكون لديك القدرة على حكم المناطق التي يحكمها التنظيم ولتكون قادراً على ذلك، يجب أن يكون لديك حكم في سوريا يتمتع بالشرعية والقدرة والنظام الحالي فاقد للقدرة والشرعية لحكم المناطق التي يحتلها هذا التنظيم"، مفيداً أن "ضرب "داعش" يسبقه شرط يجب أن يتحقق وهو حل سياسي في سوريا يؤدي إلى نظام صاحب شرعية وقدرة على حكم المناطق التي يسيطر عليها داعش في حال تمت هزيمته"، مستدركاً "أما الآن فلا يمكن أن تهزم التنظيم بالتحالف مع بشار الأسد، هذا أمر مستحيل".

ورأى أن "الأهداف الفعلية لروسيا في سوريا تختلف عن هدفها المعلن"، موضحاً أن "الأمر واضح ويتكشف فعلياً أن الهدف الفعلي ليس إلحاق الهزيمة بداعش، بل هو منع النظام وجيشه من الانهيار ومن ثم دعمه عبر إضعاف المعارضة غير الداعشية".

وفيما يتعلق بالملف الليبي تحدث متري عن اتفاق الصخيرات المغربية، الذي جرى توقيعه من قبل جهات ليبية وقضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية موضحاً أنه "في مجتمع متفكك انفجرت فيه كل أنواع الصراعات الجهوية والمناطقية وبين المدن والقبائل وغيرها وفي مجتمع تفتقد فيه النخب السياسية إلى أية خبرة وفي مجتمع يكتنف سياسات الدول الغربية تجاهه الغموض لجهة التدخل وعدمه أهم ما تستطيع أن تحققه هو أن تشرك الجميع في العملية السياسية، لأن أية جهة لا تشركها تكون قادرة على تخريب هذه العملية".

وأشار إلى أنه "إذا افترضت أن هذه التسوية نجحت في ليبيا وربما نجحت بتشكيل حكومة"، متسائلاُ "كيف يمكن لهذه الحكومة أن تحكم في ظل انتشار السلاح وضعف أجهزة الدولة بدءً من الجيش والشرطة وهل هناك رغبة بتدخل عسكري دولي،وإن كان محدوداً لدعم هذه الحكومة وإذا كان ذلك صحيحاً، ألا يزيد التدخل الدولي التفكك في ليبيا خصوصاً أن هناك فئة كبيرة من الليبيين ستعارضه بالسلاح".