نجت الطفلة إيلينا أبو جودة من حادثة أثناء محاولتها دخول المصعد في أحد المباني في المنصورية بفضل العناية الإلهية التي رافقتها وأبت أن تضع نهاية لحياتها وهي لاتزال بعمر الورد.

وفي التفاصيل كما يرويها ​طلال أبو جودة​ والد الطفلة إيلينا لـ"النشرة" أنه "كان متوجهاً برفقة إبنته وصديقتها الى منزل زميلتهما في الدراسة لإجراء بحث عليهن تقديمه في المدرسة"، ويشير الى أنه "لحظة دخل باب المبنى وجد المصعد في الطابق ولم يكن يحمل أي إشارة أنه معطّل أو ان أحداً يقوم بإصلاحه، ففتحه ودخلت الفتاة الأولى وتبعتها إبنته التي وقبل دخولها غرفة المصعد سُحبت الى الأعلى وبقيت الفتاة معلّقة بين الباب والغرفة فإنكسر حوضها وأصيبت بجروح بالغة في ظهرها".

لا يستطيع أبو جودة أن يروي فظاعة تلك اللحظات، هو الذي يجلس على سرير مجاور لسرير إبنته في المستشفى والمصل في يده اليسرى فيما اليمنى مغطاة بعد إصابة أصابعه بكسور نتيجة الضغط لإيقاف المصعد، ويسأل: "كيف يمكن لمرء أن يتخيّل أن هذا المصعد معطّل وأنّ عاملاً يقوم بإصلاحه إذا لم يكن هناك أي إشارة تدلّ على ذلك وباب المصعد مفتوح؟!"

ليست الحادثة التي تعرّضت لها إيلينا الأولى من نوعها ولن تكون طبعاً الأخيرة، ولكن من يتحمّل مسؤولية الإهمال الحاصل في هذا المجال؟

"النشرة" إتصلت بمدير شركة الصيانة ​بسام مسعود​ الذي رمى بالملامة الأكبر في هذا الموضوع على أبو جودة، وإن أكّد أنّ الشركة تتحمّل مسؤولية أيضًا وإن بنسبةٍ أقلّ، موضحًا أنّ "والدة صديقة إيلينا أبلغت أبو جودة قبل دخوله أن المصعد معطّل وعليه الصعود على السلالم، إلا أن الأخير لم يتجاوب". ولكنّ الأخيرة توضح لـ"النشرة" أنّها "لم تكن تدرك أصلا أن المصعد معطّل وطلبت من أبو جودة صعود السلالم نظراً لإنقطاع الكهرباء"، وهو ما يؤكده أبو جوده، مضيفاً: "عندما لاحظت أنه يمكن إستعماله ظننت أن الكهرباء لم تكن مقطوعة ولم أتخيّل للحظة أنه معطّل".

عمومًا، يشير مسعود إلى أنّ إحدى السيدات في المبنى المذكور إتصلت أكثر من مرّة بالشركة طالبةً إحضار عامل صيانة بأسرع وقت بعد تعطّل المصعد، ويقول: "لشدّة إلحاحها، أرسلنا لها شاباً يعمل في الشركة ولكن ليس في مجال الصيانة، وأثناء قيامه بإصلاح العطل، طلب من ناطور المبنى البقاء في الطابق السفلي ومنع أحد من دخول المصعد تجنّباً لأي حادثة إلا أنّ الأخير إنشغل وغادر غير آبه بالنتائج". ويؤكد أن "إصرار السيدة دفعه إلى إرسال العامل المتوفر لديه لإصلاح العطل حتى ولو لم تكن وظيفته الأساسية الصيانة"، ويعترف أن "هناك تقصيراً حاصلاً من ناحية الشركة لجهة عدم وضع أي إشارة تظهر أن المصعد معطّل ويتم إصلاحه".

قد تكون قدرة الله هي التي أنقذت إيلينا إلى جانب قوة بنية الوالد، ولكن ألا يفترض أن يتحمّل أحدٌ ما المسؤولية عن التقصير الذي حصل؟ وماذا لو حاول أحد سكان المبنى دخول غرفة المصعد التي قد لا تكون في الطابق دون أن يدري وسقط قتيلاً؟ كيف كانت شركة الصيانة ستعتذر ومن كان ليعوّض الخسارة؟!

تصوير يورغو رحال