كشفت مصادر سياسية في "تيار المستقبل" عبر صحيفة "الديار" أن رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، قد حدّد أهدافاً محدّدة للحوار مع "حزب الله"، أبرزها كان قطع الطريق على أي فتنة سنّية ـ شيعية، وذلك من أجل الحؤول دون أي اهتزازات أمنية في الشارع اللبناني، إذ أن أي احتكاك لبناني كان سينقل البلاد من ضفة إلى أخرى"، مشيرة الى أن "الحريري قد أراد لهذا الحوار أن يستمر، ولو لم يحقّق إلا تنظيم الخلاف مع "حزب الله"، ذلك على اعتبار أنه يدرك أن الحزب ملتزم سياسياً وعقائدياً بإيران، ويدرك أيضاً أن السعودية باركت هذا الحوار، وما زالت تؤيّده كونه يساهم في ترسيخ الإستقرار الداخلي".
ولفتت المصادر إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري كما الحزب، على تماس مع هذه القناعة ويوافقان عليها"، معتبرة أن "الوضع الداخلي قد عاد إلى المربع الأول في كل الملفات والإستحقاقات السياسية والدستورية".
ونقلت هذه المصادر عن سفير أوروبي في بيروت تأكيده أن "الإنتخابات الرئاسية قد عادت أيضاً إلى المربّع الأول ربطاً بالإشتباك الإقليمي بين الرياض وطهران، والذي ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة على الساحة اللبنانية، وذلك في ظل غياب أي مؤشّرات عن تسوية مرتقبة على هذا الصعيد، فيما تسلك التسوية السياسية في سوريا مساراً شاقاً وصعباً بانتظار ما ستؤول إليه لقاءات المعارضة السورية مع وفد النظام السوري في نيويورك، والتي ستشكّل إمتحاناً للتسوية بعدما تغيّرت المعادلات في المنطقة نتيجة الخلاف السعودي ـ الإيراني".
وكشفت المصادر ذاتها، أن "توقّعات عدّة تشير إلى عملية إعادة رسم للخارطة السياسية في المنطقة ستؤدي إلى فرز تحالفات جديدة، مما يعني متغيّرات ميدانية تؤسّس لمرحلة مختلفة عن كل المراحل السابقة"، مؤكدة أن "لبنان وعلى الرغم من استقراره من الناحية الأمنية، فهو الساحة الأكثر دقّة وحساسية نظراً لتأثّره المعادلات الإقليمية الجديدة والتي ستترجم تجميداً طويلاً لكل ملفاته الداخلية".