لا تزال عمليات التهريب على الحدود السورية اللبنانية قائمة على قدم وساق رغم كلّ الإجراءات التي حُكي عنها مراراً وتكراراً، تاركة أمن الحدود ومعه أمن البلاد برمّتها فالتاً على مصراعيه.

وفي هذا السياق، حذر مصدر أمني سوري من أنّ الحدود اللبنانية تشهد حركة تهريب من سوريا الى الداخل اللبناني عبر مهرّبين، بحيث لا تعلم السلطات اللبنانية من يدخل أراضيها بالتحديد، موضحًا أنّ عمليات التهريب تتم بعد الحدود السورية حيث يغادر المواطن السوري شرعيا من سوريا، ومن ثمّ يقوده المهرّب عبر الجبال بالقرب من الحدود في طرق وعرة سيراً على الاقدام بمسافة تزيد عن خمسة كلم ومن ثم يصل الى ما بعد الحدود اللبنانية.

وبحسب المصدر، فإنّ عملية كشف التهريب سهلة جدًا وهي يمكن أن تتمّ عبر طريقتين، تقضي الاولى بأن تقوم السلطات اللبنانية بمطابقة اعداد السوريين المغادرين من سوريا بالداخلين الى لبنان، وذلك في بيانات الهجرة والجوازت السورية ببيانات الامن العام اللبناني، بحيث ستكتشف ان اعداد المغادرين تفوق اعداد الداخلين الى لبنان، او عبر مراقبة الحدود وكشف المهربين الذين اصبحت اعدادهم لا باس بها، ولا يمكن الحديث عن حالات فردية فقط، علمًا أنّ اعداد الداخلين الى لبنان عبر خط التهريب هذا بالعشرات يوميا ويدفعون للمهرب ما بين 200 الى 300 دولار ومعظمهم من الشباب.

وعادة ما يعود السوريون المهربون من لبنان الى الحدود السورية ليسووا اوضاعهم ويتم توقيفهم مدة من الزمن ومن ثم يفرج عنهم بعد التأكد من هويتهم واعترافهم بالدخول خلسة الى لبنان لكن أغلبيتهم لا يعودون بل يبقون في لبنان.

ولفت المصدر الامني الى ان الحدود السورية تشهد يوميًا حالات عودة مواطنين سوريين عبروا بطريقة غير شرعية الى لبنان، وقال شاهد عيان انه رصد عودة شاب في العشرين من العمر يحمل هوية لولد بعمر 15 عاما فاوقفته عناصر الهجرة والجوازات في الحدود السورية وكان باديا عليه اثار الوحل والاتربة على ثيابه، وفي حالة اخرى عودة فتاة بالعشرين من العمر كانت تدعي انها تريد العودة الى سوريا، وبعد الكشف عن بياناتها تبين انها ممنوعة من السفر ما يعني انها غادرت البلاد بطريقة غير مشروعة الى لبنان.

ولا تقتصر الحالات على العنصر الشبابي فهناك اعمار متوسطة وحتى متقدمة قليلا في السن، ووفقا للعناصر الامنية فان خط التهريب شهد حالات اغماء لكبار في السن بعد الاعياء الشديد من الارهاق.

وتشهد الحدود بين البلدين تراجعًا كبيرًا جدًا بحركة الدخول والخروج وتعزو الاسباب اولا لطلب تركيا تاشيرات دخول للسوريين عبر سفاراتها وثانيا حصر دخول السوريين الى لبنان بعدد من الحالات التي ضبطت حركة النزوح الى لبنان.