ذكرت "الاخبار" انه يوم الجمعة الماضي، عمدت جمعية "نحن" إلى تنفيذ مبادرة "تفعيل المساحات العامة في الطريق الجديدة"، عبر وضع 20 مقعداً في شارع مكّاوي. والهدف، بحسب ما أوضح المدير التنفيذي للجمعية محمد أيوب لـ "الأخبار"، "ربط منطقة الطريق الجديدة بحرج بيروت عبر شارع مكاوي، بغية نزع صفة الجزيرة التي تصبغها بلدية بيروت على الحرج"، لافتاً إلى أن المبادرة تقوم "على تشجير الشارع وتوزيع المقاعد الخشبية".

لكن اللافت أنه عند الانتهاء من تركيب المقاعد، تلقّى أيوب اتصالاً من رئيس بلدية بيروت ​بلال حمد​، يسأله فيه عن "الجهة التي سمحت لهم بوضع المقاعد الخشبية"، طالباً "إزالتها". فأبلغه أيوب بأن وضع المقاعد كان بإشراف الجهات المعنية في بلدية بيروت، وبتوصية من محافظ بيروت زياد شبيب. فيما أكد رئيس دائرة السير في البلدية محمد دوغان لـ "الأخبار" أنه "بناءً على طلب من المحافظ قمت بالمساعدة في وضع المقاعد عبر الإشراف على العمل".

إلا أن المشرفين على الجمعية فوجئوا في اليوم التالي (مساء السبت)، بقيام عمال مع سيارة "بيك أب" تابعة لأحد المتعهدين لدى البلدية بإزالة المقاعد ونقلها إلى جهة مجهولة، من دون الرجوع إلى الجمعية، مالكة المقاعد.

والمفارقة تكمن، بحسب أحد أعضاء الجمعية، في ما "عمد إليه رئيس البلدية وأنصاره من تشويه الوقائع والزعم أن جهة سياسية مناوئة لتيار المستقبل هي وراء وضع مقاعد خشبية في منطقة الطريق الجديدة من دون موافقة المجلس البلدي لبلدية بيروت، ما يشكل مخالفة للقوانين والأصول".

وقد أصدرت جمعية "نحن"، أمس، بياناً أوصحت فيه أنها جمعية مستقلة ولا تتبع لأي جهة سياسية أو حزبية، لافتةً إلى أن إزالة المقاعد "ليس سوى محاولة مكشوفة لمنع الناس من ملاحظة سهولة تأمين احتياجاتهم وتشكيل الفرق في حياتهم". ورأت الجمعية أن إزالة المقاعد مخالفة واضحة وصريحة للقانون "بل يعتبر سرقة مشهودة، سنلجأ على إثرها إلى كل الوسائل القانونية والشعبية التي تعيدها".

تجدر الإشارة إلى أن تركيب هذه المقاعد يأتي في إطار دراسة تقوم بها الجمعية عبر المهندس والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت ناجي عاصي، وبمشاركة 30 ناشطاً وناشطة من المنطقة دُرِّبوا على تقنيات البحث التشاركي، لاستخلاص "بعض التدخلات المدينية البسيطة التي من شأنها أن تنمي الحياة المدينية للمنطقة المهملة"، على حدّ تعبير أيوب.