رأى وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم قال خلال افتتاح وزير الاتصالات بطرس حرب ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مؤتمر "2016 Beirut Arabnet" بدعوة من Arabnet وبالتعاون مع مصرف لبنان، في قاعة الامارات في فندق هيلتون بيروت- الحبتور- غراند أوتيل، انه "إذا ما انطلقنا من تابع الإنتاج كوب - دوغلاس "Cobb Douglas" وهو بحسب تعريفه تابع رياضي اقتصادي يفسر السلوك الإنتاجي وعلاقته بعوامل الإنتاج، نلحظ أن مستوى الإنتاج "Y" يعتمد على مكونين رئيسيين ألا وهما: رأس المال "K" والعمل أو اليد العاملة "L".
واوضح حكيم ان "هذه العلاقة إنما كانت تمثل المعادلة التي كانت سائدة قبل أن تبرز المعادلة الجديدة في عصرنا الحديث التي أصبحت تشمل التكنولوجيا كعنصر أساسي وخاصة في الاقتصادات المتطورة التي باتت تواكب التطورات التكنولوجية لتنويع انتاجها والارتقاء به. إذ بدأ دور التكنولوجيا يتسع اليوم شيئا فشيئا ليدخل في كافة المجالات من القطاع المصرفي إلى الصناعة والزراعة والخدمات والطب والهندسة وغيرها لتصبح جزءا أساسيا لا يتجزأ من الحياة الاقتصادية".
ولفت حكيم الى انه "في الواقع، أصبحت التكنولوجيا تعد الوسيلة الأكثر أهمية لنقل المجتمعات النامية إلى مجتمعات أكثر تطورا من خلال مساعدتها على تخطي المراحل التقليدية للتنمية والانتقال إلى مسار معرفي يستند إلى النمو ويتمتع بقيمة مضافة اكبر".
أضاف: "يعتبر صندوق النقد الدولي أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تعد من أهم العناصر المساهمة في نقل التكنولوجيا من الاقتصادات المتطورة إلى الاقتصادات في طور النمو. وعليه، لقد عمد الصندوق إلى إدخال هذه المؤسسات ضمن استراتيجيته للتنمية الاقتصادية لتبرز كعنصر أساسي يؤثر في تطور الاقتصادات العالمية"، موضحا انه "إذا ما نظرنا إلى دول أوروبا والولايات المتحدة، نجد في إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، أن قطاع التكنولوجيا يتميز باعتباره العنصر المحرك لخلق الوظائف الجديدة ومحاربة الفقر وتنشيط الاقتصاد خاصة أن اقتصادات هذه الدول توفر ما يلزم للاستفادة من منافع ثورة المعلومات وخصوصا فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية والتوجه نحو الاقتصادات الرقمية".
واردف: "أما في عالمنا العربي، نرى انه على الرغم من أن كافة العوامل اللازمة لخلق نقلة نوعية في الاقتصادات العربية موجودة، إلا أن أبرز هذه العوامل المتمثلة بالطاقات الشبابية المتعلمة والمثقفة والمتمتعة بمهارات عالية وكافية في مجال التكنولوجيا تبحث عن مستقبلها في الخارج.
لو أخذنا لبنان على سبيل المثال، فإنه يعاني من هجرة شبابه وأدمغته علما أن ما يميز لبنان هو غناه برأس المال البشري الكفوء والمفعم بالمبادرة والابتكار والقادر على التطوير والتغيير".
ولفت حكيم الى أن "لريادة الأعمال اليوم وقع وتأثير قوي على اقتصادات دول العالم إذ باتت تستخدم كأداة يكون من شأنها تطوير أسواق العمل وخلق بيئة استثمارية سليمة ومستقطبة من خلال ارتكاز المشروعات الصغيرة والناشئة على الابداع وخلق الأفكار الجديدة والتغيير والتجربة". وقال: "يعتمد نجاح هذه المشاريع وترجمة الأفكار الخلاقة إلى واقع عملي حقيقي على وجود عنصر مال بشري يتمتع بالمهارات اللازمة والكافية وعلى مواكبة التطورات التكنولوجية لتعزيز القدرة على ترجمة هذه الأفكار".
وإذ أشار الى أهمية المؤتمر "للتشديد على أن ريادة الأعمال هي الحل الأمثل لتلبية طموحات الشباب والحد من هجرتهم وحثهم على خلق المشاريع الجديدة والمبتكرة والقادرة على تعزيز التنمية الاقتصادية في بلادهم"، مضيفا: "عليه، فإننا نؤكد على ضرورة تطوير ونشر الوعي حول اقتصاد المعرفة في إطار ريادة الأعمال".