بعدما طفت مؤخراً العلاقة الوثيقة بين "إسرائيل" والسعودية إلى العلن، عقب عقود من التنسيق السري، وفي وقت توقّف مراقبون دوليون أمام كشف وسائل الإعلام العبرية لـ"المستور" بين المسؤولين السعوديين و"الإسرائيليين" في هذا التوقيت بالذات، أماط موقع "بلومبرغ" الأميركي اللثام عن خيوط الزيارة السرية التي قام بها وفد "إسرائيلي" للرياض مؤخراً، حيث لفت إلى إنجاز خطة عسكرية مشتركة حيال سورية، بالتنسيق مع الأردن وتركيا - تساعد "إسرائيل" بترجمتها، من دون تدخُّل مباشر - مع تجنُّب المواجهة المباشرة مع روسيا، تزامناً مع تقرير هام لإذاعة "سوبر ستايشن 95" الأميركية، كشفت فيه أن السعودية وحلفاءها باشروا بتنفيذ أولى خيوط الخطة "ب"، والهادفة إلى تطويق دمشق وإسقاط الرئيس بشار الأسد، عبر إدخال مقاتلين سراً إلى لبنان والأردن تحت عنوان "سُياح"، كاشفة أن سفن شحن محمَّلة بالأسلحة عبرت قناة السويس باتجاه لبنان لإفراغ حمولتها، لتتزامن تلك المعلومات مع توقيف سفينة شحن على متنها حاويات مليئة بالذخيرة والعتاد العسكري قبالة سواحل جزيرة تكريت، قادمة من تركيا إلى لبنان أيضاً، حسب ما كشفت محطة "خبر تورك"، التي ألمحت إلى أن أصابع الاتهام اليونانية تتجه إلى السعودية في إرسالها إلى أنقرة.

ووفق ما كشفت عنه الإذاعة المذكورة، فإن "إسرائيل"، التي تعمل سراً مع السعودية، تتحضر لاستقبال عدد كبير من "القوات العسكرية العربية"، على أن تسهّل استخدامها لمرتفعات الجولان المحتل، بهدف الوصول إلى الداخل السوري، وفق خطة مُحدثة تلتفّ على أي ردّ عسكري روسي فوري، عبر تنفيذ هجوم يتسم بالسرعة والمباغتة، وبالتالي فرض أمر واقع في دمشق، يؤدي بالتالي إلى إسقاط الرئيس السوري بالقوة. وإذ أشارت إلى أن أكثر من 30 ألف عنصر هم الآن متخفّون في لبنان تحت عنوان "سُياح"، وأكثر من 50 ألفاً مماثلين موجدون حالياَ في عمّان، وينتشرون في الفنادق والشقق الأردنية، أكدت الإذاعة الأميركية وجود حوالي 150 ألف مقاتل جهّزتهم السعودية ويتدربون في معسكرات استحدثتها شمالي المملكة، كاشفة أن الخطة الموعودة التي تم الاتفاق عليها بين الوفدين السعودي و"الإسرائيلي" في تل أبيب، تقضي بأن تقوم تركيا بنقل قواتها عبر الحدود السورية قرب أعزاز، وتوجيه الأنظار حصراً نحو هذه المنطقة.

وربطاً بالأمر، كشف العميل في جهاز "أم اي 6" البريطاني آلاستر كروك لقناة "روسيا اليوم"، أن الهدف من فرض الهدنة في سورية هو إعادة تأهيل الجماعات المسلحة التي مُنيت بانتكاسات خطيرة في الأسابيع الأخيرة، لافتا إلى أن السعودية وتركيا وجدتا في الهدنة فرصة لتحقيق هذا الهدف، لفرملة التقدّم السريع للجيش السوري وحلفائه، "للتمكُّن من الحفاظ على ما تفاوض عليه في النهاية"، وكشف أن النظامين السعودي والتركي يعملان بقوة على منع تحرير الرقة، والذي سيمثّل بعد تطهير حلب ضربة قاضية لمشروعهما في سورية، ونصراً ساحقاً للأسد.

في المقابل، نقل مراسل صحيفة "فرانكفورتر الغيمانيه" الألمانية؛ ماركوس فينر، عن خبراء عسكريين في جهاز الأمن الألماني، أن انتصارات الجيش السوري لا يمكن وقفها، وبات بحكم المؤكد انتصار الرئيس بشار الأسد. ووفق تقرير له، فإن المعارضة السورية المسلّحة تتقهقر وتنهار إلى غير رجعة، كاشفاً - استناداً إلى معلومات استخبارية ألمانية - أن الأسد سيُعيد سيطرته على حلب خلال فترة قصيرة، رغم الحراك السعودي - التركي لإعادة إحياء "عصب" مجاميع المسلحين، بغية استرجاع زمام المبادرة على الأرض. وإذ لفت إلى أن الرئيس السوري أصدر قراراً حاسماً بوجوب التسريع بعمليات الحسم العسكري على الجبهات كافة، مشيراً إلى أنه يشرف شخصياً مع كبار ضباط قيادته العسكرية على الخطط الموضوعة وتواجده معهم في بعض الجبهات الحساسة، اعتبر " فينر" أن القضاء على جميع الميليشيات المسلحة في سورية سيتم في أقل من سنة، "وعندها لن نرى سوى عمليات بسيطة من بعض فلولها ضد الجيش السوري"، حسب تعبيره، كاشفاً أن رفع موسكو لعدد مقاتلاتها الأحدث بالعالم في سورية، من 40 إلى 120 في فترة قصيرة، وإنزال أحدث معداتها العسكرية إلى الميدان السوري مُتوَّجة بدبابات "تي 90" التي آزرت بشكل كبير تقدُّم وحدات الجيش، تتزامن مع حشد بشري وتسليحي إيراني لافت، خصوصاً في حلب والجبهة الجنوبية، من دون إغفال إشارته إلى أن فرَقاً عسكرية سورية - إيرانية مدعومة بنخبة مقاتلين من حزب الله، باتت حاضرة بقوة في تلك الجبهة، ليس فقط لصد أي هجوم مُرتقب لأي قوات سعودية وأردنية وعربية مؤازرة لها باتجاه دمشق، إنما جُهّزت فرَق إنزال سريعة و"ضفادع بشرية" برية مؤازرة لسحق المجموعات المهاجمة، ربطاً بقرار إيراني أعقب اتصالاً "هاما" منذ أيام بين الرئيس السوري وقائد الحرس الثوري الإيراني، شدد على عدم السماح بعودة أي مقاتل سعودي أو تركي إلى قواعده من دون "صندوق خشبي".

وعلى وقع تقرير لموقع "واللا" العبري كشف فيه أن السعودية "ذاهبة إلى النهاية" في حربها ضد الرئيس السوري، مقابل إشارة التقديرات الاستخبارية "الإسرائيلية" إلى نية "النظام السوري" المضي في القتال حتى السيطرة على البلاد بشكل كامل، "يُتوقَّع أن يتلو الرئيس الأسد خطابا هاماً أمام الشعب السوري بعد شهرين من الآن، ربطاً بمفاجأة عسكرية مدوّية لم تعُد بعيدة"، حسب ما سُرِّب عن سفير دولة إقليمية في بيروت.