لم يأت اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق بالامس عن انطلاق العمل بخطة النفايات مساء اليوم من فراغ، فيبدو ان القرار قد اتخذ وسينفذ رغم الاعتراضات التي من الممكن ان تحصل.
وفي هذا السياق، علمت "النشرة" ان الاعمال انطلقت في كل من مطمري الكوستابرافا، وبرج حمود، فالجرافات تعمل للتحضير المناسب قبل بدء نقل النفايات (حتى وان لم تنطلق حتى اللحظة ببرج حمود)، وحضور القوى الامنية والجيش اللبناني في المكانين رسالة واضحة على نية التنفيذ.
يؤكد مصدر في بلدية الشويفات لـ"النشرة" ان الاعمال في الكوستابرافا انطلقت رغم معارضة بلدية الشويفات ورئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان"، مشيراً إلى "ان لا حل امام البلدية سوى محاولة العمل على الامور القانونية لاجل ايقاف هذا المطمر".
ورغم تأكيد المصدر على معارضة بلدية الشويفات للمطمر، أكدت مصادر متقاطعة لـ"النشرة" ان أحدا لا يعترض على اقامة مطمر الكوستابرافا لان القرار الذي اتخذ داخل مجلس الوزراء لم يلق اعتراضات، وان ما يجري من رفعٍ للصوت ما هو الا محاولة لتبييض صفحة المسؤولين السياسيين أمام سكان مناطقهم، والايحاء بأنهم ضد المطامر وملتزمون رأي الشارع وبأنهم سينالون الضمانات اللازمة قبل الموافقة، مع العلم ان الحكومة غير قادرة على اعطاء أي ضمانات في ملف النفايات لانها فشلت فيه على مدى 25 عاما دون أن تغير في طريقة حل هذا الملف قيد أنملة.
وكما في الكوستابرافا كذلك في برج حمود التي ورد اسم مطمرها "الشهير" ضمن الحل الذي توصلت اليه الحكومة. بعد قرار مجلس الوزراء، أبدى حزب الطاشناق اعتراضه وأكد بأنه لن يوافق على فتح مطمر برج حمود قبل استيضاح حقيقة الحل وتفاصيله ونيل الضمانات اللازمة. ولأجل هذه الغاية عُقد أكثر من لقاء بين حزب الطاشناق ورئيس الحكومة تمام سلام بحضور وزير الزراعة أكرم شهيب، وأكد النائب هاغوب بقرادونيان ان المشكلة الاساسية وهواجس سكان برج حمود تكمن في انعدام الثقة بالحكومات التي وعدت بحل أزمة جبل النفايات في برج حمود، معتبرا ان حل هذه الازمة هي الخطوة الاولى للقبول بالمطمر في برج حمود.
حتى الأمس، لم يكن قد تغير موقف بقرادونيان، ولكن اليوم صباحًا بدأت تظهر بوادر انطلاق أعمال التحضير لاستقبال النفايات في برج حمود، فما الذي تغير في غضون الساعات الماضية؟
يقول مصدر في بلدية برج حمود في حديث لـ"النشرة" ان الاعمال ستنطلق بين لحظة وأخرى بموافقة البلدية وأحزاب المنطقة، وان الموافقة أُعطيت بالأمس". هذا الامر دفع بمصادر متابعة للتساؤل عبر "النشرة" عن سبب تبدل المعطيات بين ليلة وضحاها، مشيرة الى ان التفسير الوحيد هو العودة لأصل الحديث بأن الاعتراضات كانت شكلية وشعبوية، فالقرار قد اتخذ وأُبلغ الجميع داخل مجلس الوزراء ان التنفيذ سيتم بالقوة ان استدعت الامور ذلك.
يبقى أخيرا مطمر الناعمة الذي يملك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قرار فتحه وإغلاقه، فهذا المطمر الذي شكّل مادة دسمة للتداول قبل بداية أزمة النفايات سيعاد فتحه حسب المصادر لمدة قد تطول أكثر من المدة المحددة في قرار مجلس الوزراء، ولكن بعد التأكد من بدء الاعمال في مطمري الكوستابرافا وبرج حمود.
ساعات تفصلنا عن افتتاح مطمر جديد واستعادة العمل بمطمرين قديمين، فالدولة التي علقت بأزمة نفايات أوصلتنا للعالمية بسبب المطامر غير المدروسة او بالاحرى "المكبات" عادت اليوم لتقع في نفس الخطأ الذي كانت فيه.
