غياب العمليات الارهابية عن الساحة اللبنانية حاليا، لا يعني ان الاعمال الاجرامية قد لا تحصل على ما يقول مسؤول امني رفيع في عداد منظومة مجلس الامن المركزي، اذ دأب الارهابيون على اعتماد هذا الاسلوب من الفارق الزمني بين العمليات التي ينفذونها، واستشهد المصدر بتقييم امني لوزير الداخلية نهاد المشنوق يتمسك به منذ مدة ومفاده ان المدة الفاصلة بين المحطات الارهابية السابقة، حتى التفجيرات التي ضربت الضاحية مؤخرا تدفع لترقب عمل او اعمال ارهابية من قبل تنظيم «داعش» في المدى القريب اذ يعتمد الارهابيون على الفاصل الزمني بين العمليات التي يقدمون عليها يقول المسؤول الامني، وبعضها فشل تنفيذه اثرالاجراء الاستباقي للأجهزة بتوقيف العناصر هذه وذلك لرهان «داعش» بأن جهوزية الاجهزة الامنية تتراجع ويسود عملها حال من التراخي بما يوفر لها النفاذ من هذه الثغرات وفق حساباتها لتحقيق غاياتها الأجرامية، وايضا لكون عامل الوقت يتابع المسؤول الامني يفسح لها في المجال لتطويع وتجنيد ارهابيين ودراسة اماكن التنفيذ،التي يجري لها الارهاييون مسحا وتقييما معمقا لكيفية الوصول اليها.

وفي وقت يبدي المسؤول ارتياحه لنسبة التنسيق والتعاون بين كافة الأجهزة الأمنية نظرا للنتائج التي تحققت في مرحلة الحرب ضد الارهاب، لكنه في الوقت عينه لا يخفي تخوفه العلني من حصول عمليات تفجيرية متوقفا امام التهديدات التي وجهها عناصر من داعش مؤخرا الى الداخل اللبناني ،لكون هؤلاء الارهابيين جديين في ترجمة تهديداتهم عدا ان المعلومات التي كشفت عن التحاق عدد من اللبنانيين بهذا التنظيم الارهابي يرفع من نسبة تنفيذ عمليات ارهابية .

ويكشف المسؤول بان العملية العسكرية الاستباقية التي اشرف عليها العماد جان قهوجي منذ اسبوعين في عمق جرود عرسال هدفت لضرب مجموعة من «داعش» كانت تعد عملا ارهابيا على الساحة اللبنانية، ولذلك فان هذا التنظيم يبقى على جهوزية واستعداد دائم لتنفيذ عمليات انتحارية على الاراضي اللبنانية كما في غير مناطق من العالم كما دلت التفجيرات التي شهدتها بلجيكا بالأمس، حيث يتمكن الارهابيون من تحقيق غاياتهم الاجرامية رغم كل الأجراءات التي تتخذ لمواجهتهم في اي مكان من العالم.

وتشكل كل من طرابلس، عكار، عرسال ومحيطها وعدد من المخيمات مصدر قلق واضح للمسؤول الأمني لكون هذه المناطق تشهد نشاطا للارهابيين وتحركات لأنشاء خلايا ولتطويع ارهابيين بعد انتقالهم من هذه المناطق للألتحاق بـ«داعش» في كل من جرود عرسال، سوريا والعراق، لكن القلق لا يعني حسب المسؤول بأن هذه المناطق ستشهد اعمالا امنية واسعة من قبل هؤلاء او سعيهم لاقامة امارة على ما يتردد باستمرار، بل لأنهم ينشطون بدرجة عالية على ما ترصد الأجهزة الامنية.