لا يكفي ان يعلن الرئيس سعد الحريري عن رغبته في لقاء الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله حتى يكون له ما يريد.

طبعا، بعيدا عن المصلحة الوطنية التي نادى بها الرئيس الحريري، ثمة محظورات تعرقل خط سيره من بيت الوسط الى حارة حريك وهي بالمناسبة قد لا تخطر على باله لا من قريب ولا من بعيد.

في الشكل العام، يعتقد البعض بأن الحوار الثنائي الذي يجمع حز§ب الله وتيار المستقبل «بنسخته الحالية» قادر على تحضير الارضية المناسبة لهكذا لقاء الا انه في المضمون تختلف الرواية.

هنا، يقول مصدر بارز في 8 آذار بأن الحوار اساسي ولكنه غير مكتمل العناصر ولا يمكن ان يشكل الرافعة المناسبة لدفع السيد والشيخ على اللقاء.

وبحسب توصيفه، فان المتحاورين في عين التينة لا يملكون جدول اعمال واضحاً للحوار، هم يقاربون الملفات الآنية على الساحة اللبنانية بشكل عام دون الغوص في التفاصيل «الامور معقده اكثر من ذلك وتستلزم مقاربة واضحة وليس مجرد سوالف ولقاءات».

بناءً عليه، لا ينكر المصدر بأن التوقعات لامكانية توسيع اطر الحوار ليشمل عقد لقاء او لقاءات على مستوى الحريري ونصرالله صعبة حاليا في ظل الاشتباك الداخلي بين «حزب الله -المستقبل» والاقليمي بين «ايران- السعودية»، الا انه لا يستبعد ذلك.

ومن باب توضيح المطلوب لترتيب هذا اللقاء، يطرح المصدر المهم جدا في 8 آذار ما يلي:

اولا: ان الحوار «بنسخته الحالية» يستلزم اعادة تأهيل او بمعنى اوضح الاتفاق على جدول اعمال غيرعشوائي ببنود محددة.

ثانيا: يجب التاكيد على ضرورة تنظيم هذا الحوار وترتيبه ووضع الاطر المناسبة له، وهذا قد يؤدي الى تقاربات معينة حول بعض الملفات بين ممثلي المستقبل والحزب على طاولة الحوار الثنائي، بما يمهد الطريق لعقد لقاءات على مستوى اعلى بين نصرالله والحريري.

ثالثا: لا بد من ان وقف لغة «السب والشتم» القائمة حاليا لن تدفع الحزب الى تغيير موقفه ولن تؤدي الى تحقيق اية نتائج ايجابية من الحوار، وعلى العكس تماما فان تهدئة الخطاب الاعلامي والسياسي سوف تؤدي الى تخفيف الاحتقان وتحويل وجهة الحوار الى ملفات اساسية في البلد.

رابعا: اذا كان الرئيس الحريري قد وضع المصلحة الوطنية كسقف لأي لقاء يجمعه بالسيد نصرالله، فان المختلف عليه اليوم هو تفسير هذه المصلحة وكيفية تطبيقها على الارض، وهنا يبدو جلياً بأن رئيس تيار المستقبل مطالب بممارسة اقصى درجات المصلحة الوطنية في خطابه وممارساته السياسية قبل الحديث عن اي حوار مع امين عام حزب الله.