اشارت نائبة رئيس البرلمان الاوروبي ماريا غبريال الى انه "بعيد الزيارة التي قامت بها الممثلة العليا للسياسة الخارجية والشؤون الامنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الى لبنان، جدد الاوروبيون رغبتهم في تعزيز الحوار السياسي مع لبنان، ولاسيما على المستوى البرلماني والاحزاب. وقد ركزوا في هذا الصدد على القيم اللبنانية - الاوروبية المشتركة خصوصاً في مجال الدفاع عن الحريات والديمقراطية وقيام دولة القانون".

ولفتت غبريال في حديث لصحيفة "النهار" الى ان "المناقشات مع الافرقاء اللبنانيين لامست الوضع في سوريا وتأثيره على لبنان، على خلفية ضرورة التوصل الى حل سياسي للنزاع في الجوار. وبرز تأكيد اوروبي مفاده انه "بقدر ما يصار الى التعجيل في عملية وقف النزاع في سوريا، بقدر ما يمكن التوصل الى حلول للمشكلات الاخرى التي تواجهها اوروبا نتيجة هذا النزاع، وابرزها مشكلة اللاجئين والمهاجرين والنازحين".

اضافت:"ضمن هذا الباب، حضرت في المناقشات مع ممثلي القوى والاحزاب اللبنانية التحديات الهائلة التي تواجهها السلطات اللبنانية نتيجة استقبالها اكثر من مليون لاجىء، فضلا عن الضغط الذي يتسبب به هذا الواقع على البنى التحتية، الامر الذي يحتم وضع استراتيجية واضحة في هذا الخصوص. وتكلل النقاش باعادة تأكيد الجانب الاوروبي نفي اتجاه المجتمع الدولي الى توطين اللاجئين في لبنان، مندداً بـ"الفزاعة" التي باتت تستخدمها بعض القوى في هذا المجال".

ولفتت الى ان الجانب الاوروبي اثار مع محدثيه اللبنانيين امكان مشاركة لبنان في "مفاوضات جنيف" المزمع معاودتها اواسط الشهر الجاري، وخصوصا في ظل استمرار وقف النار في سوريا. وقد تطرق النقاش الى ضرورة الحفاظ على وحدة الاراضي السورية، وامكان مساهمة لبنان بطريقة غير مباشرة في المفاوضات ولاسيما انه يمثل "نموذجا للتعايش بين المجموعات ولاحترام التعددية وخصائص المجموعات المحلية"، مشيرة الى ان المسؤولين اللبنانيين فقد اعربوا امام نظرائهم الاوروبيين عن خشيتهم من ان تؤثر "الفيديرالية المحتملة في سوريا على وحدة لبنان". كما نقلوا اليهم انتقادات صريحة لجهة عدم وجود رؤية واضحة لدول الاتحاد الاوروبي الـ 28 حيال وضع الرئيس السوري بشار الاسد في عملية الانتقال السياسي.

ولفتت الى ان الاستحقاقات الانتخابية اللبنانية حضرت في المناقشات من زاويتين. الاولى، ركزت على الترابط بين المضي قدما في اجراء هذه الاستحقاقات انطلاقا من تأثيرها على الاستقرار، فيما لامست المقاربة الثانية الوضع السياسي كلاً. وابلغ الوفد الاوروبي محدثيه، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، "ضرورة تخطي العرقلة الحاصلة عبر اجراء الانتخابات البلدية الشهر المقبل، فالانتخابات النيابية سنة 2017، اضافة الى اولوية اجراء الانتخابات الرئاسية". كما نقل الوفد عن ممثلي السلطات اللبنانية، وبينهم بري، "التزامات واضحة لجهة ان الانتخابات المحلية ستحصل، ولو انهم لمّحوا الى ان الوضع المتعلق بالانتخابات الرئاسية يبدو اكثر تعقيدا".

واشارت الى ان ملف التعاون الاوروبي - اللبناني في مجال مكافحة الارهاب نال قسطه من زاوية تشديد الاوروبيين على "مكافحة الراديكالية واعتبار ان الارهاب هو احد تجليات العنف المتشدد". كما تكررت الدعوات الى المضي قدما بمعالجات على المستوى الاقتصادي من منطلق "ان الفقر وتهميش المجموعات يشكلان ابرز اسس تغذية الارهاب".