بعد مرور أربع سنوات على إزالة ​جسر جل الديب​ الحديدي، لا تزال مشكلة إنشاء ‏جسر بديل عالقة حتى اليوم بين ‏‎ L2 ‎‏ وU2‎‏. ففي التاسع من أيار 2014، اتخذ ‏مجلس الوزراء قراراً بتنفيذه على شكل ‏U2‎، وفي الثامن عشر من كانون الثاني ‏‏2016 طلب الموافقة على اكمال المبلغ، واعطى مجلس الإنماء الإعمار الموافقة ‏على هذا المشروع وبدأ العدّ العكسي للبدء بالتنفيذ، إلا أن لجنة الأشغال عادت ‏بعدها لتصدر توصية بضرورة إعتماد جسر على شكل ‏L2‎‏ وتثير معها حفيظة ‏أهالي المنطقة.‏

مُقرّر لجنة الأشغال النائب ​بدر ونوس​ سئم من هذا الملف الذي أخذ جدلاً كبيراً، ‏ويؤكد أن "هذا الجسر هو مرفق حيوي تمرّ عليه مئات الآلاف من السيارات يومياً ‏ومن هنا يجب إيجاد حلّ سريع له"، لافتاً الى أنه "بعد حضور أحد المالكين ‏المتموّلين وهو صاحب نفوذ كبير في المنطقة وابداء الاعتراض على الجسر على ‏شكل ‏U2‎‏ عدنا الى ‏L2‎‏". ويشرح ونوس أن "لجنة الأِشغال هي هيئة رقابة ومهمتها ‏تنحصر بإصدار توصية بعد إجراء الدراسات المطلوبة وترفعها بعدها الى ‏الحكومة، ومجلس الإنماء والإعمار، ولمجلس الوزراء وحده الحق بالأخذ بها أو ‏الإستمرار بالجسر على شكل ‏U2‎‏". إلا أن مختار جل الديب-بقنايا جان إيليا أبو ‏جودة يسأل عبر "النشرة" عن سبب هذه الإستفاقة اليوم بعد مرور سنتين على ‏إتخاذ القرار في مجلس الوزراء: "إذا كان الهدف الحفاظ على مصلحة الناس ألم ‏يكن يدرك المعنيون شكل الجسر الذي أجريت الدراسات حوله، ولماذا لم يتحركوا ‏سابقاً قبل إتخاذ القرار؟"‏

يدرك ​جان إيليا أبو جودة​ أن "القرار الأول والأخير في يد الحكومة لكنه يبدي في ‏نفس الوقت خشيته من أن يتخذ الإنماء والإعمار هذه المسألة ذريعة ويوقف تنفيذ ‏المشروع أو يتأخّر به".‏

يوم قدّم مشروع الجسر وأجريت الدراسات على شكل ‏U2‎‏ كان للبلدية دور في ‏المسألة وهي وافقت على إعتماد الجسر على الشكل الأخير، إلا أن ونوس يرى أنه ‏‏"لا يحق للبلدية أن تتدخّل على الطريق العام بل يجب أن تبقى معنية فقط ضمن ‏شوارع البلدة"، لافتاً في نفس الوقت أن "المبلغ الذي رُصِدَ لهذا المرفق تغيّر ‏وتضاعفت كلفته أربع مرّات"، مشيراً الى أنّ "الإستملاكات تغيّرت". ‏

لا ينفي عضو ​بلدية جل الديب​ بقنايا ايلي بجاني وهو أحد المهندسين الذين عملوا ‏على المشروع أن "البلدية لا يحق لها التدخل في الطريق الدولية". ولكنه يشرح في ‏نفس الوقت سبب إبدائها رأيها في هذا المشروع: "في عام 2010 إتفقت البلدية مع ‏الإنماء والإعمار على أنه مخوّل إيجاد الحلّ المناسب للجسر على الأوتوستراد ‏حصراً ولكن عندما يريد الدخول الى المنطقة فنحن مسؤولون عنها"، مضيفاً: "في ‏ما خصّ كلفة الجسر، ‏L2‎‏ وu2‎‏ لهما نفس الطول والمواد التي ستستعمل بها هي ‏نفسها فلماذا يصرّون بأن ‏U2‎‏ سيكلف أضعاف ‏L2‎‏"، جازما أن "للجسرين نفس ‏الكلفة إلا إذا أرادوا إحتساب المخططات والإستملاكات من ضمن كلفة ‏U2‎‏ وهذا ‏غير مقبول لأن الدولة إستملكت العقارات منذ عام 1974".‏

يؤكد بجاني أن "مشروع الجسر على شكل ‏L2‎‏ معروض على المجالس البلدية في ‏جل الديب من قبل الإنماء والإعمار منذ العام 1998 ولكن لم يأخذ موافقة أي ‏منها"، لافتاً الى أنه "تم رفضه لأنه يدخل الجميع الى البلدة بمدخل وحيد وهذا الأمر ‏سيسبب أيضاً زحمة سير خانقة على الأوتوستراد وفي المنطقة ويقضي على ‏الأسواق فيها"، مضيفاً: "أما ‏U2‎‏ مصلحتنا فيه هي أن من يأتي من جونيه يستطيع ‏الدخول الى جل الديب من ستة مداخل مختلفة". بدوره، يشير المختار أبو جودة الى ‏أن "أبناء المتن يدفعون ملايين الدولارات كضرائب بينما مشروع الجسر يكلف ‏بحدود الخمسة عشر مليون دولاراً"، سائلا: " ألا يحق لنا أن نأخذ حوالي 10% ‏من هذه الضرائب لتسهيل حياتنا اليومية"، داعياً "مجلس الوزراء الى تنفيذ ‏المشروع"، ومؤكداً أننا "قمنا بأربع تحركات سابقاً حتى وصلنا الى ‏U2‎‏ وطبعاً ‏سيكون لنا تحركات مستقبلية إذا تمت عرقلة المشروع".‏

بالمحصّلة، ورغم الكلام، يبقى جسر جل الديب عالقا ما بين ‏L2‎‏ وU2 ‎، والى حين ‏بدء التنفيذ سيبقى أهالي جل الديب ومعهم سكّان المتن يعانون الأمرّين في حال ‏أرادوا دخول المنطقة أو سلوك الطريق الدولية باتجاه الشمال، ليبقى السؤال: "هل ‏سيعود الأهالي الى الشارع من جديد بعد طول غياب؟"‏

تصوير يورغو رحال