ما تزال القضية الفلسطينية، وبعد مرور 40 عاماً على ذكرى يوم الأرض (قرار العدو مصادرة 21 ألف دونم من ‏أراضي الجليل في 30 آذار 1976)، ومرور أكثر من 68 عاماً على إعلان "دولة إسرائيل" في العام 1948، ‏تمثّل القضية المركزية للعالم الإسلامي والعربي، وهي الميزان الأساس للدول والشعوب كافة، والتي تدّعي ‏الحرص على الأمة وقضاياها، وما تزال مقاومة الاحتلال سمة الشرفاء والمخلصين الذين قاوموا الاحتلال وأذلوه ‏حتى أصبح يشعر أن أمنه الاستراتيجي مهدد، في الوقت الذي نرى أن الخيانة عند قادة بعض الدول العربية وجهة ‏نظر، والعلاقة مع "إسرائيل" أمر لابد منه.‏

هذا السلوك المذلّ للزعماء العرب، إضافة إلى الأزمات التي تمرّ بها كل من سورية والعراق واليمن وليبيا، والتي ‏ساهم فيها هولاء القادة، وشاركت "إسرائيل" في تغذيتها، استفاد منها العدو واغتنمها كي يفعل ما يشاء في ‏فلسطين:‏

‏1-‏ اعتقال الشباب، وقتل الفسطينيين بذريعة الشك في أنهم سيقومون بعمليات الطعن، وقتل المصابين بدم بارد. ‏

‏2-‏ اعتقال العدو "الإسرائيلي" ما يقارب 700 طفل سنوياً، بذريعة إلقاء الحجارة عليه.‏

‏3-‏ إصدار فتوى من الخامات تشرّع قتل الطفل العربي لمجرد الشك في حمله السكين.‏

‏4-‏ مشروع قرار في الكنيست لإقراره بصيغته الأخيرة، تتيح للمحاكم إصدار الاحكام ضد الأطفال دون سن 14 ‏عاماً.‏

‏5-‏ مشروع قرار يتيح لسلطات الاحتلال إبعاد العائلات عن قراها وبلداتها.‏

‏6-‏ مشروع قانون "إسرائيلي" يقضي بإعدام المُدانين بقتل "إسرائيليين".‏

‏7-‏ دعوة الحاخام عوفاديا يوسف الحكومة إلى طرد غير اليهود الذين لا يلتزمون بشرائع النبي نوح، إلى ‏السعودية.‏

‏8-‏ تزايُد اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى، لتكريس وجودهم.‏

‏9-‏ أصبحت شهيّة "إسرائيل" للاستيطان كبيرة، فهي تشغل اليوم 85% من ساحة فلسطين التاريخية (حسب ‏بيانات المركز الفلسطيني للإحصاء)، والتي كانت قبل اتفاقية الهدنة 54%.‏

ماذا فعلت السلطة الفلسطينية إزاء هذه الإجراءات؟

‏1-‏ تعاونت السلطة مع الأمن "الإسرائيلي" لكبح ظاهرة "الهبّة"، وذلك من خلال قول أبو مازن إن الأمن ‏الفلسطيني يفتّش حقائب التلامذة في المدارس، وإنه عثر على 70 سكيناً في حقائب التلامذة في مدرسة ‏واحدة، وعمل على إقناعهم بعدم جدوى القتل.‏

‏2-‏ أبدت استعداد السلطة للجلوس على طاولة المفاوضات، بعد تلبية شروط السلطة بوقف الاستيطان والإفراج ‏عن الاسرى، لكن "إسرائيل" غير مهتمة.‏

‏3-‏ استمرّت في خلافها مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الأمر الذي أدّى إلى استمرار إقفال معبر ‏رفح منذ تشرين الأول 2014، وتدهور الوضع الاقتصادي لأهالي غزة، وحرمانهم من المساعدت لإعادة ‏الإعمار في القطاع.‏

ثم ماذا فعل القادة العرب، وتحديداً أمراء الخليج، غير الإعلان عن لقاءاتهم الأمنية والسياسية مع القادة ‏‏"الإسرائيليين"، والتي كانت تُعقد سراً في السابق، وتعاونهم الاقتصادي (تركيا ومصر والمغرب والإمارات ‏والبحرين وغيرهم) مع "إسرائيل"، وفتح المكاتب التجارية، ومشاركة الفريق "الإسرائيلي" في المباريات ‏الأولمبية في قطر، ودعوة وزير خارجية البحرين في تشرين أول 2015 إلى إنشاء منظَّمة أولمبية تضم ‏‏"إسرائيل"، بعد لقاء مع نظيرته تسيبي ليفني في الأمم المتحدة، وكلام ضاحي الخلفان؛ نائب رئيس شرطة دبي، ‏ودعوته إلى عدم قيام دولة فلسطينية، بل دولة "إسرائيلية" تضم الجميع، وأنه ونتنياهو أولاد عمّ؟

‏"إسر ائيل" لم تعد تكترث لمبادرة الملك عبد الله عام 2000، والتي تدعو إلى التطبيع مع العدو مقابل الاعتراف ‏بدولة فلسطين بحدود العام 67، لأنها لم تعد بحاجة إلى السلام، فالانفتاح العربي - "الإسرائيلي" بدأت خطواته ‏الأولى، والتطبيع حسب رأيها واقع لا محالة، وهذا الأمر هو موضع نقاش عند القادة "الإسرائيليين" في الوقت ‏الحاضر. ‏