إنخفضت حظوظ التوافق خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في مدينة ‏جونية، وبدأت تقرع طبول المعركة في كل الإتجاهات. فما حصل في الكواليس، هو ‏أن المرشح الى رئاسة البلدية وإتحاد البلديات ​جوان حبيش​، سمع بشكل صريح ‏وواضح الكلام التالي: "الى المعركة در ومن يريد الإنضمام الى اللائحة فأهلاً وسهلاً ‏به من دون وضع أي فيتو على أحد، ومن لا يريد الإنضمام فليتحمل مسؤولية ‏النتائج". أما مصدر هذا الكلام الحاسم، الذي يشجع على المعركة وطي صفحة ‏التوافق، فالداعم الأول لحبيش والرقم الإنتخابي الأصعب في كسروان-الفتوح لا في ‏جونية فقط ألا وهو رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون. ‏

يروي المتابعون أن صبر عون بدأ ينفد بعدما أعطى الوقت الكافي لمفاوضات ‏التوافق مع آل افرام الذين يرشحون فادي فياض (المدعوم من "القوّات" أيضاً) الى ‏رئاسة البلدية خصوصاً في ظل عدم تحقيق أي نتائج عملية، وبالتالي على رغم ‏حرص "الجنرال" ونيته بعدم إجراء معركة إنتخابية في جونية، فللإنتظار والمشاورات ‏سقف زمني خصوصاً أن الإستحقاق البلدي دخل شهره الأخير وبدأ العد العكسي ‏له. كلام الجنرال لحبيش، لا سيما في الشقّ المتعلق منه بعدم وضع فيتو على أحد، ‏فتح شهيّة النائبين السابقين ​منصور غانم البون​ و​فريد هيكل الخازن​ على الإنضمام ‏الى لائحة حبيش، على رغم دعمهما لنائب رئيس بلدية جونية الحالي ​فؤاد البواري​ ‏الى رئاسة البلدية. ‏

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن رسائل عدّة نقلت بين حبيش والخازن الذي ‏لم يصدق في البداية أن كلام عون عن رفع الفيتو عن الجميع، يشمله هو أيضاً، ‏الأمر الذي حسمه له حبيش خلال تواصلهما المستجدّ بعد قطيعة دامت سنوات. ‏ولكن في نهاية المطاف أي تحالف بلدي قد ينشأ بين لائحة حبيش المدعومة من ‏‏"التيار الوطني الحر" والخازن سيقاربه ويزينه الأخير في ميزان الإنتخابات النيابية، ‏وتحديداً من نافذة موقعه النيابي الذي خسره بفعل التسونامي البرتقالي عام 2005، ‏وتكررت خسارته ضد لائحة التيار أيضاً في إنتخابات العام 2009. وكما فريد ‏هيكل الخازن، تشير المعلومات الواردة من عاصمة كسروان التي تشهد حراكاً ‏إنتخابياً لا مثيل له، أن منصور غانم البون، أعرب عن إستعداده أمام زواره بالتخلي ‏في أي لحظة عن دعمه للائحة البواري، والإلتحاق بلائحة تحالف التيار-حبيش، ‏كل ذلك إذا تحقق أمر واحد: وعد من العماد عون بضمّه الى لائحة التيار النيابية ‏في كسروان-الفتوح في أول دورة إنتخابية نيابية مقبلة.‏

إذاً، المشهد الإنتخابي في جونية يمرّ بساعات يمكن وصفها بـ"المفصلية" و"الدقيقة"، ‏إذا لم تكن الأكثر دقة منذ دعوة الهيئات الناخبة، وحسم خيارات جميع الأطراف ‏بالإنضمام الى لائحة حبيش أم لا لن يتأخر، خصوصاً بعدما قال "الجنرال" كلمته، ‏وهو المعروف دائماً بميله الى خوض المعارك الإنتخابية الصعبة، وفرعية المتن ‏الشهيرة بين النائب السابق كميل خوري والرئيس السابق أمين الجميل خير دليل ‏على ذلك. ‏