تشكّل ​الانتخابات البلدية​ التي ستجري الأحد المقبل في البقاع و​بعلبك​ الهرمل خطوة غير مسبوقة بعدد الترشيحات لعضوية البلدية والهيئات الاختيارية، ويتهيأ 45515 ناخب في بعلبك و48400 في الهرمل لليوم الموعود في 8 ايار لانتخاب مجالس بلدية شكلت عبر تحالفات جديدة كالتحالف بين "تيار المستقبل" والوزير السابق عبد الرحيم مراد، وتحالفات سابقة كالتحالف بين "حزب الله" و"حركة أمل". ففي بعلبك الهرمل ذات الأغلبية الشيعية وخزان المقاومة، شكّلت لوائح في كافة القرى والبلدات من قبل تحالف "حزب الله" و"حركة أمل" باستثناء بعض القرى التي سحبت فيها "حركة أمل" مرشحيها من المعركة وتركتها لـ"حزب الله" فقط.

في بعلبك، تشكلت لائحتان، الاولى لائحة "إنماء بعلبك" برئاسة العميد حسين اللقيس ومدعومة من "حزب الله" و"حركة أمل"، والثانية "بعلبك مدينتي" برئاسة غالب ياغي، وتشير المعطيات الى ان المعركة لن تكون سهلة أمام التحالف. وفي الهرمل شكلت لائحة من العائلات بوجه لائحة تحالف "حزب الله" و"حركة أمل"، وفي القاع بدأت المعركة قبل وقتها بثلاث لوائح مكتملة من العائلات وتضم كافة المكونات السياسية والحزبية.

في ​حوش الرافقة​ وهي احدى قرى غربي بعلبك والتي يتكون مجلسها البلدي من 15 عضوا، ابصرت لائحة أولى النور برئاسة رئيس بلديتها الحالي رياض يزبك لمواجهة لائحة الاحزاب (امل - حزب الله) تحت تسمية "كلنا للتنمية" وهي تضم مكونات حوش الرافقة من الشيعة وعائلاتها، والمجنسين وستكون نيابة الرئاسة فيها لإبراهيم محمد راغب القرصيفي. أما في ​طاريا​ فستتنافس لائحتان، الأولى بإسم "الوفاء والتنمية" برئاسة حمزة علي حمية والمكونة من 15 عضواً، والثانية برئاسة عصام حمية باسم لائحة "أمة حزب الله"، وهي مدعومة من "الحزب القومي السوري الاجتماعي". وستعتمد اللائحة الاولى والمدعومة من "حزب الله" و"أمل"، المداورة برئاستها بين حمزة علي حمية 3 سنوات والعميد رفعت حمية 3 سنوات.

وان كان التحالف قد نجح في أماكن فإنه قد فشل في أماكن أخرى فأدى لانسحاب "حركة أمل" منه وترك الخيار للناخبين. وهذا ما حصل في ​بدنايل​، ​بريتال​، ​يونين​، ​قصرنبا​، والعين. ففي بريتال مثلا تعثرت المفاوضات بين "أمل" و"حزب الله" ووصل الطرفان الى الطلاق "الخلعي"، وانسحب المرشحون الاربعة للحركة، وتُرك الخيار للاهالي لاختيار الانسب بين لائحتين، الاولى مدعومة من "حزب الله" بإسم "الوفاء لشهداء بريتال" والثانية برئاسة عباس زكي اسماعيل، لائحة انماء بريتال" ومدعومة بشكل اساسي من قبل آل اسماعيل اضافة لبعض العائلات الصغيرة. وفي هذا السياق يقول أحد مسؤولي "أمل" في البلدة لـ"النشرة": "إن انسحاب "أمل" يعني ترك الخيار للناخب، لاننا نجسد مع "حزب الله" شراكة لا شركة لتقاسم الحصص كما يرى البعض"، مشيرا الى ان أقل ما كانت تسعى اليه "أمل" هو المشاركة الفعلية، ان لم يكن بالرئاسة المداورة لسنتين اقله في نيابة الرئاسة او بالتمثيل الصحيح لناحية الاعضاء ليكون ممثلا على الاقل بستة أعضاء يجسدون خيار (امل - العائلات).

وإلى البقاع الشمالي، يتحضر ناخبو ​بلدة شعث​ الستة الاف لخوض معركة انتخابية اشبه بكسر العظم، حيث تحضر المنافسة بين لائحتين الاولى بإسم لائحة "التنمية والوفاء لشعث" المدعومة من حزب الله وحركة امل، والثانية ولدت منذ ساعات في منزل رشيد عاقصة باسم لائحة "انماء شعث" المكتملة من 15 عضوا، وهي مدعومة من العائلات السنية وبعض العائلات الشيعية. هنا تجدر الاشارة الى ان عددا من اعضاء هذه اللائحة استطاعوا تحقيق الخرق في انتخابات 2010 واستطاع أحد اعضائها تسلم مركز الرئاسة، وهو رئيس بلدية شعث الحالي عادل علي العايق.

بعد شعث لا بد من الحديث عن ​بلدة النبي عثمان​، فقد ولدت لائحة من عائلات النبي عثمان في منزل احد اعضاء اللائحة التي ستكون بلا رئيس، وهي تمثل خيار العائلات تحت مسمى لائحة "الائتلاف العائلي" في النبي عثمان، وستخوض المعركة بوجه لائحة الاحزاب. وفي بلدة العين يتهيأ الناخبون الستة الاف وثمانمئة وخمسين والممثلون لـ 52 عائلة تنتمي للدين المسيحي والاسلامي بشقيه الشيعي والسني، لخوض المعركة الانتخابية بطريقة ديمقراطية، فقد تمكنت هذه الطوائف المتعايشة فيما بينها والتي تجسد خيار العائلات من تشكيل لائحتين، أولى تضم عددا من الأحزاب بالاضافة لبعض العائلات، والثانية من العائلات فقط، فوزير الصناعة حسين الحاج حسن قد أعلن عن ولادة لائحة ائتلافية مكونة من حزب الله، الشيوعي والقومي والبعث، بدون "حركة أمل"، تحت مسمى لائحة "التنمية والوفاء لبلدة العين"، يقابلها لائحة "العين عائلة واحدة" برئاسة محمد ناصر الدين والمدعومة من عدد من العائلات.

وتعتبر عرسال اكبر قرى البقاع الشمالي على الحدود اللبنانية وجرودها اكبر جرود المنطقة على الحدود مع سوريا، وتعيش تلك البلدة حاليا اياما صعبة بسبب وجود تنظيمات ارهابية على ارضها وفي جرودها، ولكن رغم ذلك تتحضر البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها عشرة الاف لخوض المعركة البلدية بين لائحتين. يشكل الاولى رئيس بلدية عرسال الحالي علي محمد الحجيري وهي مدعومة من تيار المستقبل وقوى 14 اذار، ويشكل الثانية رئيس البلدية السابق باسل الحجيري بالتعاون مع الجماعة الاسلامية وهو يعمل حسب ما يقول لاعادة عرسال الى حضن الدولة اللبنانية. وتشير المصادر الى ان "المنافسة تبدو حامية جداً بين اللائحتين في اجواء امنية يحافظ عليها الجيش اللبناني الذي تولى حفط الوضع الامني في البلدة وقد خصص من اجل اجراء الانتخابات بالتعاون مع قوى الامن الداخلي في مركزين، الاول يقع في المنطقة الخضراء غربي عرسال في المهنية الرسمية، والثاني في الحي الشمالي في مدرسة جواهر الادب، وقد خصص من اجل سير العملية الانتخابية بأمن وأمان الفي جندي، استقدمهم مؤخراً وقد حدد الطرقات الآمنة وخطة سير النقل من اجل الوصول من كافة الاحياء الى هذين المركزين الآمنين بعهدة الجيش اللبناني.

وينتقل المشهد الانتخابي الى البقاع الغربي و​راشيا​ نهار الاحد حيث يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع بحماس واندفاع بعد تشكيل لوائح من الاحزاب ومن العائلات، ففي جب جنين حسمت المعركة بين لائحتين من العائلات الاولى برئاسة عيسى الدسوقي المحسوب على تيار المستقبل وثانية مكتملة برئاسة خالد الحاج احمد والمدعومة من نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي كونه ابن جب جنين. أما في بلدة المرج بالبقاع الغربي فقد حسم وقوع المعركة بعد ان تشكلت ثلاث لوائح واحدة مدعومة من النائب جمال الجراح والعائلات والثانية من آل حرب والثالثة من الرئيس الحالي للبلدية ناظم صالح والذي انشق عن النائب جمال الجراح وشكل لائحة مكتملة.

أما في بلدة راشيا فستدور معركة سياسية بإمتياز بين لائحة مكتملة برئاسة هشام دلال المدعوم من الحزب التقدمي الاشتراكي والذي شارك في تشكيلها وزير الصحة وائل ابو فاعور ولائحة ثانية برئاسة زياد العريان وقد تشكلت من العائلات وحازت على دعم من التيار الوطني الحر والناخب المسيحي في راشيا. اما اللائحة الاولى التي تشكلت بعد مصالحة الوزير السابق عبد الرحيم مراد وتيار المستقبل هي في بلدة غزة حيث ولدت لائحة برئاسة الرئيس الحالي محمد المجذوب، لمواجهة 13 مرشحا منفردا.

هذا جزء من المشهد الانتخابي في البقاع وبعلبك الهرمل، وهو يظهر ان الاحزاب مهما كانت مسيطرة على الرأي العام السياسي، يبقى للانتخابات البلدية حساباتها الخاصة، فعادة ما يقال ان ولاء المواطن لعائلته قبل حزبه، ونتيجة انتخابات الأحد قد تثبت هذه المقولة.