تكتسب الإنتخابات البلدية في الدامور أهمية خاصة، حيث من المتوقع أن تكون حامية جداً بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي ​شارل الغفري​ والثانية برئاسة رجل الأعمال الياس العمار، لكن الأرقام المتقاربة بينهما دفعت بالأحزاب المسيحية إلى الإبتعاد عن التأييد العلني المباشر حتى الساعة، في وقت يدعي كل فريق حصوله على دعمها بطريقة أو بأخرى.

في البلدة التي يقال أن المعركة فيها ستكون "أم المعارك" في قضاء الشوف، يبلغ عدد الناخبين حوالي 9500، بينهم 1200 ناخب من أصل 4000 مقيم سيقترعون لانتخاب مجلس بلدي من 18 عضواً، وستة مخاتير.

في الدورة الحالية، تُطرح العديد من العناوين من قبل اللائحة المعارضة برئاسة العمار، التي تدرك صعوبتها بوجه عائلة تتربع على عرش رئاسة ​بلدية الدامور​ منذ ما يقارب 70 عاماً، أبرزها ضرورة حصول التغيير في البلدة الأبرز على الساحل الشوفي.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن العمار والغفري لن يحصلا على أي تأييد سياسي مباشر، نظراً إلى قلق الأحزاب المسيحية، لا سيما "التيار الوطني الحر" الذي يميل إلى لائحة "أرضي هويتي"، من "خسارة معركة بوجه عائلة"، بالرغم من الزيارة التي قام بها وفد من اللائحة إلى الرابية، يوم أمس، حيث التقى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، بحضور الوزير السابق ​ماريو عون​ الذي يدعم العمار، وهو ما له دلالات واضحة قبل أيام من الموعد المحدد يوم الأحد المقبل.

بالنسبة إلى أوساط مطلعة في التيار، التغيير في الدامور ضروري، لا سيما لناحية التصويت ضد الإقطاع، إلا أنها تشير إلى أنه حتى الآن ليس هناك من إتفاق نهائي مع حزب "​القوات اللبنانية​" حول الواقع في البلدة، حيث لا يزال الأخير متريثاً في حسم خياراته، وتضيف: "القاصي والداني يعلم أن لائحة العمار هي الأقرب لنا"، وتنفي الحديث عن إنقسام في جمهورها بسبب دعم الناشط في التيار يوسف رزق الله لائحة الغفري، وتقول: "الأغلبية الساحقة مع أرضي هويتي".

في الضفة الأخرى، تشير مصادر أخرى من التيار إلى أن من يعطي الموقف الرسمي هم رئيسه جبران باسيل أو هيئة قضاء الشوف أو العماد عون، وتؤكد بأن هناك إنقساماً في الموقف، حيث هناك مرشحون من "الوطني الحر" على لائحة الغفري، وبالتالي الأمور متروكة إلى العائلات، في حين أن ماريو عون يدعم شخصياً لائحة العمار.

على صعيد متصل، علمت "النشرة" أن التوجهات التي ستكون عليها المعركة في جونية ودير القمر، ستؤثر على الوضع في الدامور، لناحية التحالف بين "القوات" و"الوطني الحر"، حيث لا تزال الأحزاب تبحث عن مكاسب، وبالتالي من الممكن أن تكون هناك مبادلة في حال الإتفاق في دير القمر أو جونية، مع العلم أن لائحة الغفري تضم رئيس قسم "القوات" في الدامور.

من جانبه، يشير رئيس لائحة "أرضي هويتي" الياس العمار، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن لهذه المعركة وجهين، كما هو الحال في أغلب القرى والبلدات، حيث إنقسام الناخبين بين الأحزاب، بالإضافة إلى الطابع العائلي الواضح.

ويشير العمار إلى أنه لا يمكن القول أنه حصل على دعم الأحزاب المسيحية رسمياً، لكن الدعم الوجداني موجود على إعتبار أن من المفترض بها أن تكون إلى جانب التغيير وليس مع الإقطاع، وبالتالي "ننتظر منها أن تعلن موقفها لا أن نعلن نحن ذلك"، ويؤكد أن لمعركة الدامور طابعاً إنمائياً وإقطاعيا، خصوصاً أن الرئيس الحالي موجود في منصبه منذ 12 عاماً، وقبله كانت الرئاسة مع ابن عمه، وقبل الحرب والتهجير كانت مع عمّه.

ويتوقع العمار أن يكون هناك "تسونامي" إنتخابي في الدامور، "لأن الناس عانت من التهجير والفساد وغياب الإنماء"، ويضيف: "نحن على مدى السنوات السابقة أظهرنا هذا الأمر إلى الرأي العام، وبالتالي قلنا ما لدينا بكل صراحة ووضوح".

وفي حين تشير المعلومات إلى أن رئيس البلدية الحالي يعمل على إدارة المعركة باسلوب جديد، يضمن له الفوز بولاية جديدة، نظراً إلى أن المنافسة قوية، يؤكد، في حديث لـ"النشرة"، أن كل الإتهامات التي وجهت له من اللائحة المنافسة رد عليها بشكل مفصل، ويسأل: "كيف أمثّل الإقطاع في الوقت الذي تجري فيه الإنتخابات؟"، ويضيف: "في المنظومة الإقطاعية لا يكون هناك إنتخاب من الأساس، وبالتالي الناخبون هم من يختارون من يريدون في صندوق الإقتراع، وأنا أعمل كمحامٍ ليلاً نهاراً"، ويعتبر الغفري أنّ البعض يلجأ إلى التشهير والإساءة في كل إنتخابات.

بالنسبة إلى موقف الأحزاب المسيحية، يفضل الغفري ترك الموضوع لها كي تعبر عن نفسها، إلا أنه يشير إلى أن الأمور متروكة إلى العائلات، ويؤكد أن اللائحة التي شكلها تضم أعضاء من "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، ويعرب عن إرتياحه لأجواء العملية الإنتخابية التي تحكمها نتيجة الصندوق.

في المحصلة، يطغى الغموض على الواقع الإنتخابي في بلدة الدامور، حيث لم يحسم أمر إنسحاب التحالف بين "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" عليها، بالرغم من أنهما حملا في السابق شعار "التغيير" فيها، في وقت تدعي فيه كل لائحة حصولها على دعمهما.