مع اقتراب موعد ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية المقرر اجراؤها في 22 ايار الجاري في محافظة النبطية، بدأت تظهر حماوة الاستعدادات من قبل القوى السياسية والعائلية في منطقتي حاصبيا والعرقوب لخوض غمار هذا الاستحقاق، الذي يبدو متجها نحو منافسة حادة في العديد من القرى والبلدات، بعدما فشلت حتى الان كل المحاولات والمساعي التي تجري من قبل البعض للوصول الى توافق يجنّب المنطقة خضّات انتخابية بغنى عنها.

تشكل الانتخابات البلدية والاختيارية محطة اساسية لابناء منطقتي حاصبيا والعرقوب، نظرا لاهميتها حيث يتجاوز عدد الناخبين فيهما الـ46 الفا موزعين على 17 بلدية تتحكم فيها العصبيات العائلية حينا والحزبية احياناً، الا أنّ توجه معظم القوى السياسية الفاعلة على الارض وخاصة من قبل "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"​الحزب الديمقراطي اللبناني​" ومعهما "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، هو محاولة الوصول في القرى والبلدات الدرزية الى صيغة توافقية لانجاز هذا الاستحقاق على خير بما يرضي الجميع بعيدا عن الاصطفافات والمناكفات السياسية والحزبية وحتى العائلية.

وهذا ما يحرص عليه ايضا النائب ​أنور الخليل​ الذي يشدّد على وجوب أن تبقى المصلحة العامة فوق المصالح الفئوية وان يبقى العمل الانمائي هو الهدف الاساسي لاي مجلس بلدي خاصة في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان والمنطقة والتي تتطلب الوعي والحكمة والتعقل والابتعاد عن كل اشكال التوتر والانقسامات. الا ان هذا التوجه لم يرُق لبعض المرشحين مستقلين كانوا ام حزبيين في العديد من القرى والبلدات، فبدأوا بتزييت ماكيناتهم الانتخابية والاعلان عن برامجهم الانتخابية دون العودة الى الجهات السياسية التي ينتمون اليها، متسلحين بفشل العديد من البلديات التوافقية التي انتجتها الانتخابات التوافقية الماضية في العام 2010 والتي لم تعمّر طويلا نتيجة المناكفات والخلافات التي حصلت داخل مجالسها وتسببت بحلّها.

ففي بلدة حاصبيا مركز القضاء، بدأت التحضيرات لتشكيل ثلاث لوائح، الاولى مدعومة من قبل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وأخرى مدعومة من قبل الحزب "الديمقراطي اللبناني" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، اما اللائحة الثالثة فتمثل من يسمون انفسهم بالمستقلين مدعومين من قبل بعض العائلات والجمعيات.

اما في منطقة العرقوب ذات الغالبية السنية وخاصة في ​بلدة شبعا​ كبرى بلدات المنطقة، فيبدو ان فرص التوافق لانجاز هذا الاستحقاق ما زالت ضعيفة حتى الان مع تراجع المساعي التي يبذلها ابن البلدة النائب الدكتور ​قاسم هاشم​ والمفتي الشيخ ​حسن دلي​ و"تيار المستقبل" وبعض وجهاء وفعاليات البلدة وذلك بفعل العصبية العائلية التي تتحكم بهذه الانتخابات عند كل استحقاق، وهذا ما يؤشر الى منافسة حامية قد تكون بين اربع لوائح اولها برئاسة رئيس البلدية الحالي الحاج محمد صعب، والثانية برئاسة الحاج صافي نصيف عن "​الجماعة الاسلامية​"، والثالثة برئاسة الحاج محمد فرحات، والرابعة برئاسة العميد المتقاعد عدنان الخطيب.

وينسحب هذا المشهد ايضا على باقي قرى العرقوب، ففي كفرشوبا يتم التحضير لتشكيل لائحتين، الاولى برئاسة الدكتور قاسم القادري الذي يرأس المجلس البلدي الحالي والثانية برئاسة رئيس البلدية السابقة عزات القادري وكذلك في كفرحمام التي اكتمل فيها تشكيل لائحة -الخيار الديمقراطي-برئاسة رئيس البلدية الحالي علي فارس بوجه لائحة لم يتم اعلانها بعد.

قد يكون خيار التوافق سقط، ولكنّ الرهان يبقى على منافسة ديمقراطية وحضارية يتطلع إليها أبناء حاصبيا كما أبناء الجنوب وأبناء لبنان عموماً، منافسة تنتهي يوم الأحد 22 الجاري ليحلّ مكانها تعاونٌ ستكون البلدات بأمسّ الحاجة إليه لخدمة الناس...