المهرجان الذي يُقام في قصر الأونيسكو بيروت ، وللسنة الرابعة حول «ثقافة المقاومة» والذي نظّمه كل من «الملتقى الثقافي الجماعي» و«شبكة المنظمات الأهلية في لبنان» وبرعاية ضمير لبنان الرئيس سليم الحص.

المهرجان يشكل نقطة ضوء في وقت يمرّ فيه ووطننا بمرحلة خطيرة ومفتوحة على أسوأ الاحتمالات بالانهيار الكامل، لذا تتطلّب الحاجة القصوى والملحة تدارك الموقف ومنع هذا الانهيار، الذي إذا استمر فإنه سيفتح باب جهنم على سورية والسوريين في كياناتهم كلها. وهذا المنع لا يمكن تداركه إلا بتدعيم ثقافة المقاومة الوطنية، وجعلها مادة حيوية في مناهجنا المدرسية طالما بقي الكيان الصهيوني جاثماً على أرضنا في فلسطين، في وقت تنتشر أدواته التكفيرية في كل مكان.

ولثقافة المقاومة شروطها الطبيعية لكي تكون شاملة كل نسيج مجتمعنا، وبعيداً عن انتماءاته المذهبية والعرقية، وتتمثل هذه الشروط بالنقاط التالية:

1- أن يؤمن مجتمعنا بهويته الواحدة التي تجمعه وتجعل منه قوة لا يمكن كسرها، وذلك بعيداً عن التجمّعات المذهبية والطائفية والعرقية، التي تمارس الغطرسة والعنجهية في امتهان وإذلال الشعب، ولنا أمثلة بذلك من شمال العراق وحتى غزة الفلسطينية.

2- أن يؤمن هذا المجتمع أن له عدواً واحداً، هو ذاك الجاثم في فلسطيننا، ومتفرعاته التكفيرية، وأن تبتعد «مكونات» هذا المجتمع عن خلق عدو وهمي لها تشكل معها حالة مواطنية واحدة على هذه الأرض الممتدة، من جبال كردستان الأبية وحتى شواطئ فلسطين الغالية.

3- مواجهة الضخ الإعلامي والمادي، المشبوه والمدعوم من قوى مادية خيالية، ضد المقاومة والمقاومين داخل مجتمعنا، وهذا الإعلام لا يمكن مواجهته إلا بإعلام مضاد في سبيل إسقاطه مهما كان كبيراً وهائلاً.

4- أن يدرك مجتمعنا أن للمقاومة متفرعاتها التي تبدأ من الكتاب المدرسي الوطني الموحدّ، والغناء، والمسرح، والفن التشكيلي، والشعر، والقصة والرواية، وأخيراً بالبندقية والعسكر.

ونودّ أن نشير هنا إلى أن مستوى العداء الذي تظهره دول خليجية فاعلة ولأسباب مذهبية لـ «حزب الله» تجاوز حدوده القصوى، لا بل إن ثمة من سيكون جاهزاً من دول الخليج لمؤازرة الجيش الصهيوني بكل الوسائل، وليس غريباً أن نستعير تمنيات الحاخام الأميركي شمولي أبو طيح الذي تساءل ما إذا كان سيرى القاذفات العربية جنباً إلى جنب مع القاذفات الصهيونية في الانقضاض على ذلك «الشيطان» الذي اسمه المقاومة؟

وراء هذا العداء على المقاومة التي بدأت وطنية واستمرّت إسلامية وببطولات خارقة، ثمة ضوء يشعله مهرجان الـ «أونيسكو»، ليؤكد أن ثمّة من يشيع، وبلهجة واثقة «أن القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره».