هل سيغيّر شيء قرار البرلمان التركي رفع الحصانة عن النواب الأكراد وداعميهم؟

لا لن يغيّر شيئاً، كما يقول جنكيز تشاندار من أن «طريق أردوغان هو طريق الأوهام»، وها هو طريق الأوهام ينحدر بتركيا سريعاً.. فالأحداث تتراكض ونتراكض نحن بتمنياتنا خلفها. تسبقنا مرة ونسبقها مرة. نودّ كشف شكل سقوط هذا الداعية المذهبي العنصري، أردوغان، الذي وصفه حليفه أوباما بـ «الفاشل الدكتاتوري».

وإذا كان عن كثب وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العين الحمرا على أردوغان، فهل العين الأميركية بدأت تغمض؟ ولكن إذا كان بوتين، كما الدببة يتقن الرقص بين الثلوج، فإن أوباما لا يتقن الرقص إلا بين الحرائق!

قد يكون هذا ديدن الأميركيين.. جاؤوا بـ «داعش» بعدما أدّت «القاعدة» ما عليها في السنوات الماضية وخرجت.. وهذا ليس لغزاً للدراسة بل هذا ما يجري في المنطقة، ونحن يجب أن لا نبقى على التلّ حتى مطلع الفجر لا نعرف ما الذي يجري في وطننا وعلى تخومه.

«الثعلب» الذي بدأ يلعب بالداخل التركي كان فقد مراهنته على ذلك الفائض الجغرافي «السوراقي» في تكريسه كسلطان.. ولكن ثمة من قال له، إن سورية والعراق لن تكونا أرضاً… للثعالب!! وعليه سيدفع أردوغان، بتركيا نحو قبضة أكثر حديدية تمكنها من بعد إسكات الأقلام وحظر الأفواه وكمّها، إلى التحضير لاعتقال قادة «الشعوب الديمقراطي» الذي يغرد وحيداً كمعارض في بلاد الأناضول، بعدما اتحدت الأحزاب التركية، الموالية والمعارضة، تشدّها العصبية الطورانية العنصرية في دعم قرار البرلمان التركي بتجريد النواب الأكراد من حصانتهم. فهل تصبح تركيا مصنعاً للموت والمفخّخات التي ستلاحق نظامه إلى أن يسقط عبرها أو بانقلاب عسكري؟

الآن كل التساؤلات باتت تتمحور حول موقف الجيش التركي وإمكانية أن يتدخل وينقلب على أردوغان، كما فعل الجيش المصري والجنرال عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي.

وهل علينا أن نتذكّر التحريض على الانقلاب العسكري الذي كان قد جاء صراحة على لسان زعيم حزب العمال الكردستاني «عبدالله أوجلان»، حيث نقلت وكالة «جيهان» عن أوجلان قوله إنه «سيتم إسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مثل الرئيس محمد مرسى إلا أن أردوغان لا يأخذ ذلك الأمر على محمل الجد»، وأضاف «أوجلان» الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة «إيمرالي»، خلال لقائه بوفد حزب الشعب الديمقراطي في السجن أن «سقوط مرسي هو سقوط أردوغان».

في 21 آذار الماضي نشر مركز «أميركان انتربرايز انستيتيوت» مقالاً لمايكل روبن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية تحت عنوان «هل سيكون هناك انقلاب عسكري ضد أردوغان؟».

الآن يكتبون في تركيا عن السلطان الذي اختلط عليه الأمر بين كتابات ابن تيمية وعبد الوهاب وقبّعة مكيافيلي. فهو يتصرّف كما لو أنه حفيد رعاة البقر الكاوبوي في الغرب الأميركي، لا ذلك الداعية القائل «المنارات حرابنا، والقبب خوذاتنا، والمساجد معسكراتنا»!