وصف الأب الدكتور يوسف مونس اللقاء الذي جمع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس في الفاتيكان بـ"التاريخي"، معتبرا أنّه "نعمة من السماء بعد حوالي 10 سنوات من العلاقات المتوترة على خلفية تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر".
وأوضح الأب مونس في حديث لـ"النشرة" أن اللقاء بين البابا وشيخ الأزهر كان "أخويا ووديا جدا وتخلله عناق بينهما"، مشيرا الى أنّه تم التطرق خلاله وبشكل أساسي لـ"وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط والدعوة لنبذ الارهاب والتطرف والتمسك بالعيش المشترك ونشر السلام والمحبة".
مبادرات سلام ومحبة
وأشار الأب مونس الى أن هذا اللقاء "يأتي استكمالا للمبادرات الكثيرة التي يقوم بها البابا فرنسيس والتي تندرج باطار حركات السلام والحب والانفتاح المتجذرة بالانجيل"، داعيا الى "استثمار هذا اللقاء لتشجيع المسلمين على الانخراط في المجتمعات المسيحية التي يتواجدون فيها، كما لنزع التوترات التي أدّت لتهجير المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط حيث تُغتصب حقوقهم كل يوم".
وذكر الاب مونس بالمعاملة السيئة التي يتعرض لها المسيحيون وغيرهم من الأقليات في دول الشرق الاوسط، مذكرا حين اشترى متمول كندي 170 صبية من تنظيم داعش وأعادهم الى مجتمعاتهم. وقال: "النساء في منطقتنا مهانات وتحوّلن لسبايا، وللاسف لا أحد يدين ما هو حاصل من قبل التكفيريين وباسم الاسلام".
لتغيير الطبقة الحاكمة سريعا
وتطرق الأب مونس للوضع السياسي الداخلي، معربا عن اطمئنانه لاتمام القسم الأكبر من الاستحقاق البلدي، مشددا على وجوب أن يكون بمثابة بوابة باتجاه الانتخابات النيابية. وقال: "من عجزوا عن حل أزمات المواطن الاقتصادية والمعيشية وعجزوا عن انتخاب رئيس وازالة النفايات من الشوارع واعادة الجنود اللبنانيين المختطفين الى ديارهم كما تأمين ضمان الشيخوخة وحق المغتربين بالتصويت، هؤلاء أنفسهم يقومون بالمستحيل لمنع المواطن من محاسبتهم في أي استحقاق نيابي مقبل".
وشدّد الأب مونس على وجوب الانصراف لاتمام الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن، مؤكدا أنّه يؤيد المبادرة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجهة اجراء انتخابات نيابية مبكرة تسبق تلك الرئاسية، "من منطلق أنّها تؤدي لتغيير الطبقة السياسية الحالية التي أثبتت عجزها وفشلها، على أن يُصار بعدها لانتخاب رئيس جديد للبلاد".