ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران ​جورج بو جوده​ قداسا احتفاليا في مزار أم المراحم، ببلدة مزيارة - قضاء زغرتا لمناسبة تكريم قلب مريم العذراء الطاهر.

واشار بو جودة الى ان "مريم لم تكن المرأة التي اكتفت بإعطاء الحياة الجسدية ليسوع كما يقول البعض، بل لأنها كانت شريكة له في الفداء، وهذا يدعونا للعودة إلى سفر التكوين الذي يحدثنا عن فعل الخلق، وعن موقف أبوينا الأولين، آدم وحواء، الرافض لله وإستسلامهما لإغراءات الشيطان المجرب الذي أقنعهما بأنهما إذا أكلا من ثمرة معرفة الخير والشر، صارا آلهة وصار بإمكانهما الإستغناء عن الله ووضعه جانبا، وإمكانية وصولهما إلى السعادة بوسائلهما الخاصة، لكنهما في الواقع اكتشفا عريهما ومحدوديتهما وسمعا الرب يذكرهما أنهما من التراب أخذا وإلى التراب يعودان. وهكذا فإنهما قد حكما على نفسهما بالموت، لكن الرب حكم لهما بالحياة ووعدهما بأنه سيرسل لهما مخلصا مولودا من إمرأة".

ولفت بو جودة الى انه "بالرجل الأول والمرأة الأولى، آدم وحواء، دخلت الخطيئة إلى العالم ودخل معها الموت، ولكن بإنسان واحد أيضا هو يسوع المسيح أتى جميع الناس إلى التبرير الذي يهب الحياة، وكان لمريم دور فاعل في هذا التبرير وهذا الخلاص لأنه لما تم الزمان أرسل الله إبنه مولودا من إمرأة، مولودا في حكم الشريعة ليفتدي من هم في حكم الشريعة، هذه المرأة هي مريم التي لقبت بحواء الثانية نظرا للدور الخلاصي الذي سيكون لها مع إبنها يسوع. وهكذا، اختارها الله لتقوم بهذا الدور، عندما أرسل لها الملاك جبرائيل.

واكد بو جودة ان "تكريمنا للعذراء ولقلبها الطاهر لا يجب أن يقتصر على الإحتفالات الخارجية، مهما كانت جميلة، ومهما ضمت من الأشخاص، بل يجب أن يبدأ في قلب كل واحد وواحدة منا للقيام بفعل توبة عميقة وإلى التغير الجذري في طريقة حياتنا وفي تعاطينا مع بعضنا البعض، وإلى إحترام أجسادنا التي هي هياكل للروح القدس، كما يقول بولس الرسول، فيدعونا إلى تمجيد الله في أجسادنا".