ستشكل العملية العسكرية التي أطلقها الجيش العربي السوري باتجاه الرقة بالتزامن مع محاولة «قوات سورية الديمقراطية» الوصول إلى تخوم منبج الواقعة بريف حلب الشرقي، بعد تحقيق أهدافها، بمساندة من «نسور الزوبعة» و «فوج مغاوير البحر» و «صقور الصحراء»، نقطة تحوّل بحيث لن تكون الرقة هدفاً صعباً بالنسبة للجيش السوري، إذا ما استعاد السيطرة على الطبقة وعودة مطارها العسكري إلى العمل.

أهمية دور «نسور الزوبعة» في هذه المعارك ضد القوى التكفيرية هي أنهم قوة عسكرية تتجاوز الطوائف والأعراق من خلال كونهم الجناح العسكري للحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو لذلك شكّل مثالاً في المدن والقرى التي دخلها، من حيث اعتباره أحد أكثر البدائل شعبية عند المواطنين السوريين الذين يعيشون تحت وطأة الإعلام الوهابي الأسود الخليجي والتركي والغربي .

ولعلنا لا زلنا نتذكر المعارك التي خاضها وكان له دور كبير فيها إلى جانب الجيش وحزب الله، كمعركة صيدنايا، ومعلولا، والسويداء، والقنيطرة، وغوطة دمشق، وصدد، والزارة، والحصن، وحمص، ومحردة في ريف حماة، والسلمية، وتحرير القريتين، وتدمر، وريف اللاذقية ـ كسب وكنسبّا، وإدلب، بالإضافة إلى عشرات القرى والدساكر، وأخيراً ها هي طلائع هذه النسور على مشارف تحرير الطبقة استعداداً لاستعادة الرقة.

تصاعدت شعبية «نسور الزوبعة» في المناطق التي شارك في استعادتها مع الجيش وحزب الله، نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك ارتفاع وتيرة النغمات الطائفية للحرب، وهو ما يؤكده جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما ، الذي وصف الحزب السوري القومي الاجتماعي بمتنفّسٍ للأقليات في المنطقة ممن يعتبرون أنّ حلم العروبة قد باء بالفشل وعفا عليه الزمن. كما أكدته الـ «فورين بوليسي» بالقول: «القومي» يكتسب شعبية متزايدة على أرض الواقع.

لغير «نسور الزوبعة» أن يحملوا أفكاراً وشعارات مستوردة، ولغيرهم أن يطالب بحرية متفلتة وديمقراطية جوفاء، أو أن يرفع شعارات حقوق الإنسان التي يستخدمها الغرب ضدّ شعبنا، ومن أجل سلخ الإنسان عن أرضه ومن انتمائه.

هي ديبلوماسية النسور في مواجهة ديبلوماسية التكفير وسننتظر ما ستفعله ديبلوماسية النسور بعد الفتوحات التي ساهموا بها إلى جانب الجيش وحزب الله.

لا سلامَ للنسور مع التكفيريين بل حرب هي مستمرّة.. ونحن نعرف أنّ الحرية صراع، ونصارع في سبيل بلوغ الحرية لنكون أحراراً من أمة حرة.. ليس هناك من عاقل يدغدغ ريش النسور.

ولكن ديبلوماسية التكفير تعرف كيف تلعب. هي كالثعلب بل كالثعبان، تنفخ في الرؤوس..، اقلقوا من إيران ولا تقلقوا من «إسرائيل»، إنها.. شقيقتكم.

ثمّة نبي وحيد.. لم يقل أن رسالته هبطت من السماء، بل صعدت من الأرض باتجاه السماء بزوبعة حمراء اسمه أنطون سعاده، ومن أجل زوبعته ستبقى تشرق الشمس كل يوم على أمتنا.