رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "يمكن قطع الطريق على الفتنة بالوعي والحوار وقيام المؤسسات المرجعية الدينية بدورها وتعميم أفكارها في مواجهة الغلاة"، مؤكدا "أننا في لبنان تمكنا من خلال الحوار الثنائي من خفض سقف التوترات وإبعاد شبح الفتنة، اذا لم نقل قطع دابرها، فالحوار ضرورة ومصلحة، وأول الأعداء المشتركين، عدا اسرائيل، الفتنة والجهل والفقر، وهذه العناوين تمس الجميع".

و في حديث صحفي ينشر غدا، شدد بري على أن "قرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والامم المتحدة هو الحفاظ على الاستقرار النقدي والامني في لبنان، مع ملاحظة حال التوتر السياسي والمذهبي والطائفي"، معربا عن اعتقاده أن "لا أحد في لبنان يريد العودة بالبلد الى الاجواء التي سادت الحرب الاهلية"، لافتا الى أن اللبنانيين "تعلموا أن لا أحد يمكنه إلغاء الآخر"، معتبرا أن "لبنان هو الذي يتحول الى مخيم نازحين"، مشددا على أن "التوطين مرفوض فلسطينيا وسوريا، أما لبنان فهو في مقدمة الدستور ويرفضه جميع اللبنانيين".

واوضح بري ان "الحوار والوفاق مصلحة لبنانية، ولا بديل من الديمقراطية التوافقية"، مشيرا الى أن "ما يجري بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" ليس تقطيع وقت، هو بحث في اليوميات المتوترة وطنيا في الشارع السياسي، وهو جلسة تفقدية للتأكد من انخفاض سقف التوترات، وهو جلسة مفتوحة لمحاولة الاتفاق على عناوين وطنية، وفي الحوار الوطني الامر نفسه"، مؤكدا أن "انتخاب رئيس الجمهورية اولوية اساسية وحيوية لا تكفي وحدها، بل تحتاج الى قانون انتخابات وإجراء هذه الانتخابات وحكومة اتحاد وطني، وبالتالي كل ما ورد في جدول اعمال الحوار".

ورأى بري ان قانون الستين "يوقع نكبة سياسية بلبنان"، لافتا الى "اننا في حاجة الى جبهة وطنية موحدة لخوض معركة المستقبل السياسي للبنان"، موضحا ان علاقته استراتيجية وثابتة مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، واصفا رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ بأنه "ضرورة وطنية".

وكشف بري عن وجود "اختلافات بيننا وبين "حزب الله" حول ادارة العديد من الملفات، ولكنها لا تفسد في الود قضية".

وأعرب بري عن أمله الكبير "بقيامة عربية وإسلامية بعد الحروب الصغيرة والكبيرة الجارية"، مؤكدا أن "إمارات المدن والزواريب والجهات والفئات كلها ستذوب بعد حمامات الدم الجارية".

في حديث صحفي ينشر غدا، اوضح بري أن "فلسطين وحدتنا عربيا وإسلاميا ومسيحيا، وعندما تناسيناها عدنا الى الفتنة القبلية"، مشددا على أن "العروبة اليوم حاجة من المحيط الى الخليج، في مواجهة مشروع الفوضى الذي تمثله صورة تنظيم "داعش" الارهابية والتمذهب داخل الاقطار العربية"، مشيرا الى أن "هناك علاقة ملتبسة بين العرب وايران"، عازيا السبب الى أنه "لم يجر بناء وصنع مؤسسة لتحرير العلاقات العربية - الايرانية من بعض المشكلات التاريخية"، شارحا الفوائد المصلحية لوجود علاقات مفتوحة بين العرب وايران، معتبرا انه "كان من المفروض الثبات على التحول الايراني نحو المصالح العربية، وخصوصا انحياز الثورة الاسلامية في ايران الى قضية الشعب الفلسطيني بعد سقوط نظام الشاه".

ولفت بري الى أنه يراهن على "الديبلوماسية الناعمة والبعيدة عن الاضواء من الرياض الى طهران الى اليمن التي تقوم بها الكويت بتوجيه من أمير الدولة"، كاشفا أنه سعى "من أجل ألا تصل العلاقات السعودية-الايرانية الى نقطة الانكسار، بحيث لا يعود بالامكان ترميمها"، معربا عن استعداده "للقيام بأي أدوار تسهم في تصنيع العلاقات العربية مع ايران".

ورأى بري أن "ما يجري في سوريا هو تآكل لسوريا الجغرافية كما البشرية، إنها حرب، تريد اسرائيل كما هو ثابت من تدخلاتها ثمنا في الجولان للموافقة على وقف الحرب، وليس أقله ابتعاد الموقف السوري عن معاداة اسرائيل وتأجير الجولان وتريد تركيا عدم عودة حلب الصناعية، وأن تصبح سوريا سوقا للسلع التركية وضمان نظام رئاسي حاكم في تركيا. ويريد الجميع في المنطقة الحفاظ على مصالحهم وجماعتهم"، متسائلا "أين سوريا وسط ذلك ووسط الحضور الروسي والاميركي -الغربي؟"، مضيفا "أنا شخصيا أبحث عن إبرة سورية في كومة القش هذه وفي ما يسمى لعبة الأمم"، معربا عن عدم اقتناعه بأن "أميركا وروسيا تريدان فعلا وقفا لإطلاق النار ويستمر اطلاقه. اسمحوا لي ان لا أصدق".