لفت رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل الى إنّ "جلسات الحوار في 2 و3 و4 آب يمكن أن تخرج بتوصية لكنها غير ملزمة"، موضحا أنّ "حزب الكتائب يصرّ على أن يكون أيّ بحث إصلاحي تحت سقف الدستور، أي بعد انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس جديد للنواب".

واستبعد الجميّل في حديث صحافي انتخاب رئيس للجمهورية على المدى المنظور، مُبدياً شكوكه في "حصول انتخابات نيابية أيضاً، لأنّ "حزب الله"، المُمسِك بالمؤسسات الدستورية، يلائمه الوضع الحالي في لبنان، وقد يكون في حساباته أنّ قيام دولة في لبنان بدءاً بانتخاب رئيس ومجلس نواب يمكن أن يعرقل قرارات وتوجهات سيتخذها وإيران لاحقاً في ضوء ما ستَرسو عليه الأوضاع في سوريا".

وشدّد ​سامي الجميل​ على أنّ "هيئة الحوار الوطني هي مجرّد إطار للتشاور والمناقشة من أجل محاولة التوصّل إلى حلول، والبديل هو التقوقع والتصعيد في المواقف"، مذكرا بأنه "هو الذي اقترح عقد خلوات تنتهي بعدها جلسات الحوار في موعد محدّد، فإمّا تخرج بنتائج ايجابية أو لا ضرورة لاستمرارها"، ومستبعداً

"التوصّل الى اتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، ما يعني أنّ الانتخابات المقبلة اذا حصلت فستكون وفقاً لقانون 1960"، ملاحظاً أنّ "مشروع القانون المختلط لا يؤمّن التمثيل الصحيح والمطلوب كما أنه يتطلب آليات معقدة لتطبيقه، لم يعد الوقت المتبقّي قبل الربيع المقبل يسمح باعتمادها".

وفي حديث لصحيفة "الشرق الاوسط"، رجح الجميل أن "لا تكون هناك انتخابات رئاسية ولا حتى نيابية في الأفق بقرار من "حزب الله"، موضحاً إنه "وبخلاف كل المواقف العلنية للقوى السياسية التي تؤكد تمسكها بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد، لا يبدو أن هناك حقيقة نية وقدرة على إتمام الاستحقاق النيابي، كما الرئاسي، نظرا لتمسك "حزب الله" بالوضع القائم وعدم رغبته على الإطلاق بإعادة عجلة الدولة والمؤسسات إلى الدوران".

وأشار الجميل الى أن "حزب الله" غير مستعجل للحلول، بل هو مرتاح تماما للمعطيات الحالية التي تتيح له الاستمرار بمعاركه خارج الأراضي اللبنانية دون أن يكون هناك من يسائله"، لافتاً إلى أن "حزب الله" حتى غير متحمس للسير بحليفيه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية للرئاسة من منطلق أن انتخاب رئيس سيعني إجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة جديدة، وبالتالي ظروف مختلفة قد لا تناسب حركته".

واعتبر الجميل أن "الدولة المنهارة مصلحة لحزب الله حاليًا حتى اتضاح ملامح الحل السوري، عندها سيقرر كيف يتعامل مع الأوضاع الداخلية بما يخدم مصالحه ومصالح إيران".