ليس في هذا الخبر جديد أو ما يفاجىء، ولعلّنا وسوانا من المراقبين كتبنا، وكتبوا، محذرين في البداية ثم مؤكدين أن ​النفايات​ ستعود... ومن الباب الواسع: باب الشوارع والزواريب التي غصّت مجدّداً، بهذا المشهد »الحضاري« خصوصاً في شوارع المتن وكسروان.

لا نعرف على ماذا إرتكز الآخرون في توقعهم عودة النفايات بكل ما فيها من اعتداء على البيئة، وتعريض للصحة العامة، واستثارة للروائح الكريهة، وامتهان للذوق العام، بل للكرامة الفردية والعامة. نقول اننا لا نعرف علام ارتكز الآخرون، أما نحن فاعتمدنا على معرفتنا بهذه الحكومة الفاشلة التي التصقت النفايات بإسمها عن حق وحقيق كما لم يسبق أن حدث لا في لبنان ولا في أي بلد آخر من بلدان المعمورة.

حكومة النفايات؟

يمكن أن يقال هذا الكلام ببساطة وسهولة وصدقية. حكومة النفايات؟ ولم لا! ومن قال إن التسمية تزعج هذه الحكومة الفاشلة التي تصرّفت أمام النفايات بسلسلة أخطاء لو استعرضناها لبدونا وكأننا نجافي الحقيقة، بينما هي وقائع صارخة... من أين نبدأ؟

1- هل نبدأ من الموعد الذي كان مضروبا لإقفال مطمر الناعمة في 27 تموز من العام 2015 الماضي (أي قبل سنة ونيف) حتى إذا حلّ الموعد المضروب بدت الحكومة وكأن المفاجأة النفاياتية قد دهمتها!..

2- أو من الموعد الذي حدد للمناقصات... فلم تحصل!

3- أو من المناقصات التي أجريت، فتفضل القوم بعقد المؤتمرات الصحافية ليبشرونا بأنهم أجروها؟

4- أو من فض العروض... وكانت المؤتمرات الصحافية الأخرى تهليلاً «وحمل البشرى للبنانيين»...

5- أو من التراجع عن العروض في مسرحية فاضحة؟

6- أو من تنحية وزير عن ملف النفايات وتكليف وزير آخر يتولاه بديلاً عنه؟

7- أو من مكب سرار... وما أدراك ما مكب سرار، وما خلفه وتحته وأمامه من أسرار... عندما إستطاع بضعة صبية أن يفكوا رقبة القرار الحكومي ويمنعوا الحكومة من تنفيذ المكب؟

8 - أو من تحويل البحر مكبّين للنفايات... ثم العجز الفادح عند التنفيذ بعدما استطاع »فتى الكتائب« أن يهزم هذه الحكومة الفاشلة.

9- أو ما يُشاع ويذاع ويملأ الأسماع (ويُكتب ايضاً) عن الصفقات الهائلة... وهذه لا نسمح لنفسنا أن نخوض فيها باعتبار أنّ الملف في عهدة القضاء، وله أن يقول فيه الكلمة الفصل.

قديماً سُمع سعيد عقل يذكر فلاناً من الناس ويقول فيه: انه موهوب! واستغرب مستمعو الشاعر الكبير أن يمنح الموهبة لذلك الشخص الذي عُرف عنه أنه تافه.

وقالوا له: يا أستاذ سعيد كيف استطعت أن تصف فلاناً بما وصفته به وتغدق عليه صفة الموهبة، وهو ما نعرف جميعاً، وما تعرفه أنت من دون أدنى شك.

واستغرب سعيد عقل استغرابهم، وقال لهم: ولو ... ألا تعرفون أن صاحبنا موهوب... تفاهة؟!