رعى وزير الثقافة ريمون عريجي مؤتمراً بعنوان "المجتمعات المُتعددة الطوائف في الشرق الأوسط - تاريخ وعطوبية"، استمر لثلاثة أيام، وتخللها ست جلسات بحثية غاصت على المسألة في جذورها، مُتتبعةً مسارها التاريخي، مع شعوب وحضارات ترقى إلى آلاف السنين، وصولاً إلى عصرنا الراهن.

واقترح المؤتمرون "إدخال مادة تاريخ الأديان في المناهج التربوية لمرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، لا سيما في البلاد الإسلامية، وذلك بالتركيز على أبعاد الحقيقة الدينية في جوهرها، وإبراز المشتركات بين الأديان، كما نقاط التلاقي التي تكفل تمتين اللُحمة المجتمعية في بلد مُتعدِّد الطوائف، وعلى أن يتولى مهمة تدريس هذه المادة كوادر تعليمية مُعدّة إعداداً عالياً وذات كفاءة.

كما اقترحوا عقد لقاء حواري بين مثقفين من أمم أربع (العرب والفرس والترك والكرد)، يتنكّب الدعوة إليه "المركز الدولي لعلوم الإنسان- جبيل"، وذلك لتطارح المشتركات الإنسانية والثقافية والتاريخية والاجتماعية والدينية بين هذه الأمم، وبما يُفضي إلى تنظيم الاختلاف سلمياً، عبر الاعتراف بالمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، على قاعدة حفظ الخصوصيات والهويات الفرعية، مُتفاعلةً في إطار الهويات العامة، داخل كل بلد، وعلى مستوى المنطقة".

وأكدوا ضرورة "التربية على المواطنيّة، بما يؤدي إلى تكريس الانتماء الوطني، فيعلو أي انتماء آخر، من دون المسّ بالأمور الدينية والخصوصيات الطوائفية والعرقية والثقافية. كما الاهتمام بموضوع التعليم والثقافة في المجتمعات العربية والإسلامية، وتفعيل دور المرأة، وصولاً إلى مجتمع منفتح يقبل الآخر المختلف ويحترم التعددية والتنوع، في سائر صيغه وتجلياته، وينبذ الكراهية وأية رغبة في الإقصاء والإلغاء".

ولفتوا الى "ضرورة الدعوة إلى هوية إنسانية عالمية، تُصان بقوانين وشُرع دولية، تلتزمها كل الدول، وبما يفضي إلى مجتمع الإنسان بديلاً من مجتمعات الطوائف المحتربة والمتعادية".