اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "معركة ​الموصل​ التي دخلت يومها العاشر لن تكون سهلة أو هينة بكل المقاييس، فمنذ إطلاق الرصاصة الأولى فيها كان من الواضح أنها ستمتد لأسابيع على أقل تقدير نظراً لطبيعة أرض المعركة ووسائلها والتكتيكات المتبعة فيها من جانب القوات ​العراق​ية بتشكيلاتها المختلفة ومن جانب تنظيم "داعش" الارهابي".

ولفتت إلى أن "حرب المدن تعتبر من أصعب الحروب وأكثرها تعقيداً، خصوصاً أنها تدور بطريقتين مختلفتين، فالقوات العراقية المشاركة تطبق تكتيكات الحرب النظامية، فيما تطبق "داعش" تكتيكات حرب العصابات المتنقلة إضافة إلى معارك المواقع الثابتة حيث "داعش" تمكن طوال الفترة التي سبقت بدء الحرب من إعداد المدينة عسكرياً، من خلال حفر الخنادق والأنفاق وتلغيم الطرقات والمباني وتجهيز الانتحاريين ثم إن حرب المدن لا تدور على مساحات مكشوفة تسهل من ضرب القوى المعادية إنما في شوارع وطرقات ضيقة تم تجهيزها عسكرياً لمقاومة عنيفة والأخطر أن "داعش" يتخذ من المواطنين وهم بمئات الآلاف دروعا بشرية لحماية نفسه وإعاقة القوات المهاجمة وتقليص قدرتها على رمايات المدفعية واستخدام القوات الجوية جراء الخسائر البشرية التي يمكن أن تطال الأبرياء".

وأشارت إلى أن "الانتصارات التي حققتها القوات العراقية حتى الآن بتحرير حوالى 80 قرية وبلدة وقتل ما يصل إلى 800 عنر من "داعش" هي مجرد مقدمة للحرب الكبرى في الموصل، إذ يعتمد "داعش" على تكتيكات الحرب غير المتناظرة لإلحاق أكبر ضرر بالقوات المهاجمة، إضافة إلى ترويع المواطنين الذين يتخذهم دروعاً بشرية، وكذلك اللجوء إلى أسلوب «الجراد» في حرب متنقلة، من خلال القفز من مكان إلى آخر وبطريقة استعراضية غير محسوبة وبعناصر قليلة العدد، كما فعل في الهجوم المباغت على مدينتي كركوك والرطبة، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، من أجل إشغال القوات العراقية وتوزيعها على رقعة جغرافية أوسع لإنهاكها وإضعافها"، لافتةً إلى أن "داعش"سوف يلجأ كعادته إلى الاستخدام المكثف للسيارات والشاحنات المفخخة والأحزمة الناسفة لإعاقة عمليات التقدم، ناهيك عن إشعال آبار النفط للتعمية على القوات المهاجمة".

وأفادت الصحيفة أن "معركة الموصل من هذا المنظار مازالت في بدايتها وتحتاج إلى وقت وجهد استثنائي وتخطيط مميز لتجاوز كل العقبات التي تواجهها القوات العراقية وتقليص الخسائر إلى الحد الأدنى، وفي الوقت ذاته العمل على حماية المدنيين الذين تحولوا إلى رهائن قد يضعهم التنظيم في خطوط المواجهة الأمامية عندما تبدأ المعركة فعلياً".