رأت صحيفة "الرياض" ان "دول الشرق الآسيوية غدت من أكثر الدول المؤثرة على الخارطة الاقتصادية العالمية، صحيح أن تأثيرها السياسي ليس كبيراً؛ إلا أن قدراتها الاقتصادية مقصد كثير من دول العالم، ويكفى أن ندرك أن إحدى أهم أجندات الرئاسة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب هي مواجهة الدول الصناعية خاصة الصين، والحد من قدرتها التي أثرت على الاقتصاد الأميركي"، لافتة إلى ان "السعودية أدركت منذ سنوات أهمية تعزيز العلاقات مع تلك الدول، خاصة الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبعض هذه الدول وصل حجم التبادل التجاري إلى مراتب متقدمة جداً، ولكن لماذا الشرق الآسيوي..؟".

وأوضحت ان "دول شرق آسيا، أو دول النمور الآسيوية تتميز بقدرات اقتصادية تعتمد في مجملها على الصناعة التي سجلت معدلات نمو عالية خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، وفي الغالب أنها تعتمد في ذلك على مواد خام مثل النفط للتوسع في تحقيق تلك المعدلات، الأمر الآخر الاستقرار السياسي والأمني المتميز الذي تتمتع به الدول الصناعية الآسيوية، خاصة في الصين التي تضم صناعات متنوعة يملكها القطاع الخاص تزيد عن 30 مليون شركة خاصة. أكثر من أحد عشر قراراً وافق عليها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعكس أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وتلك الدول، من خلال بلورة اتفاقيات ثنائية مشتركة في قطاعات؛ التجارة، والعمل، والصناعة، والطاقة.. ولعل تفويض وزراء الاقتصاد والتجارة والطاقة بالتباحث مع الجانب الياباني في شأن مشروع مذكرة تعاون بين حكومتي المملكة واليابان لتنفيذ الرؤية السعودية - اليابانية (2030) والتوقيع عليه؛ يأتي تتويجاً للاهتمام الكبير الذي أبدته اليابان في الرؤية السعودية، وتكاد تكون هذه الدولة الأسرع في ترجمة الاهتمام العالمي الذي توج باطلاق صندوق "سوفت بنك" بالتعاون مع صندوق الثروة السيادي السعودي وعدد من الشركاء برأسمال يبلغ 100 مليار دولار".

واعتبرت ان "الزيارة المرتقبة للملك السعودي لعدد من الدول الآسيوية تأتي في ذات السياق الرامي إلى تعزيز علاقات بلادنا مع الدول الآسيوية الفاعلة اقتصادياً، من خلال تعزيز العلاقات وفتح قنوات استثمار مشتركة، تتجاوز آحادية الاستثمار التي تركز على عدد من الدول الغربية".