اعتبر الوزير السابق ​سجعان قزي​ أن "التكتلات الطائفية القائمة حاليا في المشهد السياسي العام لا تقتصر على المسيحيين كما يحاول البعض تصويرها إنما تنسحب على كل الطوائف الأخرى"، لافتا الى ان "هذا الواقع سيستمر ما دمنا نعيش في نظام غير علماني، علماً أن الطوائف هي مصدر غنى في حال عرفنا كيف نميز بين دورها ومصلحة المتاجرين باسمها". ورأى أن "عدداً من القوى السياسية تستبسل بهدم الدولة التي بناها آباؤنا وأجدادنا وكانت رمز الدولة الحضارية والديمقراطية الراقية والمزدهرة في هذا المشرق".

وأعرب قزي في حديث لـ"النشرة" عن أسفه لتغييب القضية الوطنية عن العمل السياسي، والاستحضار الدائم للمصالح الشخصيّة، مشيرا الى ان "هذا الأمر يتجسد في العجز المتعمّد عن التفاهم على قانون جديد للانتخابات بينما كتب العلم الدستوري مليئة بنماذج مشاريع قوانين صالحة للبنان. وهذا يعني أن الهدف ليس وضع قانون انتخاب للشعب بل للقوى السياسية، كما يعني أن هناك سوء إدارة لشؤون الدولة رغم أننا في بدء عهد رئاسي جديد".

عقوبات على القوى السياسية؟

واقترح قزي على الولايات المتحدة الأميركية التي تفكر بفرض عقوبات على حزب الله أن "تشمل هذه العقوبات القوى السياسية اللبنانية التي تعرقل ولادة قانون جديد للانتخابات وتغلِّب مصالحها الفئوية على المصلحة الوطنية علّها تستيقظ وتعي ما تقترفه بحق الوطن".

وأضاف قزي: "رغم ذلك، إن البلاد لم تصل بعد إلى الحائط المسدود على صعيد ​قانون الانتخاب​ات فالتمديد ليس حتمياً في وقت قريب. وإذا لم يكن هناك حلول فتوجد مخارج دستورية في المهل القانونية". واردف قائلا: "لا قانون الانتخابات غداً ولا التمديد بعد غد".

المطالبة بالحقوق ليس انعزالا

واستهجن قزي اتهام المسيحيين وحدهم باعتماد خطاب طائفي في هذه المرحلة، مذكّرا بأن "المسيحيين كانوا منذ إنشاء لبنان روّاد التحالفات العابرة الطوائف. وأول تحالف عقدوه مع 17 طائفة بإصرارهم على لبنان الكبير. لكن ما ضرب هذه التحالفات المختلطة هو التيارات الأصولية والتكفيرية والجهادية والمزايدات الطائفية، ما دفع بالمسيحيين إلى أخذ الحيطة".

وأشار قزي إلى أن "الخوف من تغيير خريطة دول المنطقة دفع حتى المذاهب الإسلامية إلى الانعزال عن الآخر من نفس الدين". واعتبر أنّ "من غير المقبول توصيف المسيحيين بالانعزاليين وبالتقوقع كلما طالبوا بحقوقهم"، لافتا إلى أن "ما يسعون إليه اليوم هو إقرار قانون انتخابي جديد يؤمن المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل، من دون أن يعني ذلك أن المسيحيين يريدون أن ينتخبوا وحدهم كل ألــ64 نائباً".

وأعطى قزي مثلاً على الانفتاح المسيحي زيارة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي إلى صور يوم الأحد الماضي وتدشينه تمثال للعذراء على شاطئ المدينة الفينيقية الأصل. وكيف بادر رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى إعطاء توجيهات لمناصريه لاستقبال البطريرك بالحفاوة اللازمة. ووصف قزي البطريرك أنه المرجعية الوطنية التي يثق بها الجميع.