اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ ان العملية التي قام بها ​حزب الله​ في ​جرود عرسال​ جزء من استكمال مشروع "​سوريا​ المفيدة"، لافتا الى ان المجموعات المسلحة محاصرة في المنطقة منذ زمن التي باتت ساقطة عسكريا، الا ان توقيت المواجهة مردّه لانطلاق الاعلان عن مناطق خفض التصعيد في سوريا بتفاهم اميركي–روسي، وبالتالي كان من مصلحة محور النظام السوري-حزب الله-ايران التسريع بالسيطرة على الحدود اللبنانية-السورية التي ستصل بأمان ​طهران​ ب​بيروت​ بعدما بات ذلك مستحيلا من الجنوب السوري كما من منطقة المصنع.

وأشار طبارة في حديث لـ"النشرة" الى ان "كل فريق يسعى اليوم داخل سوريا لزيادة حجم حصصه قبل انطلاق مسار الحل السياسي، باعتبار ان التفاهم على مناطق خفض التوتر سيليه بوقت لاحق اجراء انتخابات رئاسية وصياغة دستور سوري جديد"، لافتا الى ان مسارعة حزب الله لفتح المعركة يندرج تماما في هذا السياق قبل دخول منطقة القلمون ضمن المناطق الخاضعة للتهدئة وخفض التصعيد.

واعتبر طبارة ان ​الجيش اللبناني​ غير مستعجل لمواجهة تنظيم "داعش" في ​جرود رأس بعلبك​ و​القاع​ خاصة وانّه غير معني بمشروع سوريا المفيدة، مؤكدا ان لا غرفة عمليات تجمع الجيش وحزب الله او الجيش السوري، كما ان ملف العسكريين المختطفين يجعله يعطي مهلة لاتمام المفاوضات اللازمة حرصا على حياتهم.

آن أوان العودة

وشدد طبارة على ان مسار الأمور في سوريا يوحي بأن أوان عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم قد آن، لافتا الى ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن في هذا التوقيت بالذات أمر جيد جدا للدفع في هذا الاتجاه، طالما ان الاميركيين يبحثون حاليا مع الروس موضوع المناطق الآمنة.

ورأى طبارة انّه "يمكن بدء العمل جديا لاتمام العودة وان كان الامر ليس سهلا على الاطلاق وسيتم على مراحل". واضاف: "الاهم بالموضوع اعطاء العائدين الضمانات اللازمة لأمنهم باعتبار ان النظام السوري فريق ولا يمكن أن يكون هو الضامن".

وحثّ طبارة على وجوب استقدام فريق خارجي وقوي معنويا وعسكريا لاعطاء هذه الضمانات. وقال: "المناطق الآمنة يجب ان تكون تحت اشراف ​الامم المتحدة​ وبدعم روسي-اميركي لضمان نجاحها"، مرجحا ان يبدأ فعليا مسار العودة قبل نهاية العام الجاري.

لا اتفاق نهائي

وعما اذا كان الاتفاق الاميركي–الروسي بخصوص سوريا تبلور كليا، أوضح طبارة انّه حتى الساعة لم يتفق الطرفان على الحل النهائي لجهة الدستور ونوع الحكم وكيفية تقاسم مناطق النفوذ، وهو امر صعب اصلا ان يحصل في المستقبل القريب. واضاف: "التفاهم الروسي–الاميركي هو حصرا في المرحلة الراهنة على خفض التوتر، لأنّه أمر يصب في مصلحتهما معا. فالطرف الاميركي لم تتبلور خطته للحل بعد، فيما الطرف الروسي لا يستطيع ان يستمر في الحرب نتيجة انعكاساتها الاقتصادية الكبيرة عليه".