أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "من ​العراق​ إلى ​سوريا​ و​ليبيا​ و​اليمن​ و​سيناء​ وتونس و​الصومال​ وغيرها تدور منذ أكثر من ست سنوات حرب ضروس، هلك فيها عشرات آلاف البشر، وتم تدمير مدن بأكملها، وتهجير الملايين، وارتكبت ممارسات يندى لها جبين الإنسانية وما زالت آلة الحرب تدور وتطحن في طريقها الأخضر واليابس، وتستخدم فيها مختلف صنوف الأسلحة القديم منها والجديد أو الذي يتم اختباره وتجربته على أرضنا".

ولفتت إلى أن "هي في الواقع حرب عالمية ثالثة غير معلنة رسمياً، وتدور مباشرة وبالوكالة من خلال دول كبرى وصغرى ومتوسطة"، متسائلة "ألم تكن الحرب العالمية الأولى، ومثلها الحرب العالمية الثانية كذلك؟".، موضحةً أنه "في هذه الحرب، التي تدور على الأرض العربية، هناك مرتزقة من أكثر من ثمانين بلداً تم إرسالهم إلى ديار الحرب، كما تم تشكيل منظمات إرهابية مدربة ومجهزة بأحدث أنواع الأسلحة، وتحمل فكراً تكفيرياً تدميرياً لا سابق له، تقتل وتذبح وتحرق وتسبي وتستبيح الحرمات، وتتطاول على المقدسات، وتحتل دولاً وتقيم دولتها، وكل ذلك تحت راية الدين الإسلامي؛ بهدف تشويهه، وتحريف مقاصده".

وأشارت إلى أن "هناك دول انخرطت في هذه المقتلة بالمال والسلاح والإعلام، ودفعت مليارات الدولارات؛ لدعم الإرهاب؛ وتسهيل مهمته، وكانت قطر وما زالت تقود هذا الجهد المدمر؛ خدمة لأغراض مشبوهة تصب في خدمة أعداء الأمة؛ بغية تفتيتها وتقسيمها؛ والقضاء على مناعتها القومية وذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل، التي تسعى لتحقيق هذا الغرض منذ قيامها"، لافتةً إلى أن "هناك جيوش وميليشيات لدول إقليمية وعالمية انخرطت في الحرب في إطار صراع استراتيجياتها، للهيمنة على المنطقة؛ ووضع اليد على مقدراتها وثرواتها؛ وبسط نفوذها، من خلال عملها العسكري المباشر، أو من خلال جماعات مسلحة تقوم بتشغيلها، وتعمل في خدمتها".

وأضات الصحيفة "لم يكن بمقدور أي قوة أن تحول الأرض العربية إلى ساحة صراع إقليمية ودولية مفتوحة على هذا النهر من الدم والخراب، لولا أن النظام العربي يعيش حالة من الاهتراء والتفكك والضياع وفقدان البوصلة والمناعة، ما سهل اختراقه بهذا الشكل المريع، وتركنا الساحة العربية في حالة فراغ استراتيجي، وشجعنا بأنفسنا القريب والبعيد، أن يحاول ملء الفراغ بدلاً منا"، متسائلة "إذا لم يكن ما يجري على أرضنا هي الحرب العالمية، فكيف تكون الحروب، وماذا ينقصها، وما أدواتها؟".

وسألت "إلى متى يستمر العرب على هذه الحال؟ متى يخرجون من حال السبات، الذي طال أمده؟ متى يمتلكون قرارهم ويصبحون أسياد أنفسهم على أرضهم؟ متى يمكن لكل طامع أو معتد أن يفكر ألف مرة قبل أن يحاول التطاول على ذرة تراب من الأرض العربية؟"، مشيرةً إلى "أنها أسئلة مرة بطعم العلقم، تنتظر رداً عليها في مقبل الأيام، إن جاء الرد".