لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وائل أبو فاعور​، عقب إجراء رئيس جمعية "pure heart foundation" الدكتور وليد سرحان سرحان والدكتور نجيب عاصي وبإشراف فريق أميركي، سبع عمليات قلب مفتوح لأطفال سوريين نازحين وطفل قدم من ​ليبيريا​ في ​مستشفى راشيا الحكومي​، إلى "أنّنا اليوم لسنا أمام حدث عادي، حتّى جئتم كلّ هذه المسافة الطويلة إلى ​لبنان​ وإلى راشيا في هذه المنطقة، لتدعموا هؤلاء الأشخاص، وأعتقد أنّكم تعلمون كم يعني هذا الحدث بالنسبة لهؤلاء"، مركّزاً على أنّ "من دون دعمكم ومساعدتكم وعملكم، أعتقد أنّ هؤلاء الأطفال كانوا سيواجهون حياة مختلفة جدّاً وصعبة، وهم بفضل عملكم الإنساني الخلاق غيّرتم حياتهم".

وأعرب عن أمله في أن "لا يترك ​الشعب السوري​ إنسانيّاً بعد أن ترك سياسيّاً، لأنّ هذا الشعب لم يبق لديه شيء، فقد تركوا منازلهم وقابلت بعض الأشخاص الّذين أتوا من حمص"، مشيراً إلى أنّ "هؤلاء لن يستطيعوا العودة قريباً إلى بلادهم، فالنظام السوري حرق كلّ شيء وانتهك كلّ سبل العيش"، مبيّناً أنّه "عندما يتقصّد النظام فعل كلّ هذا، لا أعتقد بأنّه سيسمح لهم بالعودة إلى أوطانهم بسهولة"، مؤكّداً أنّ "علينا أن نتقبّل وجودهم هنا، ولكن من دون الدعم لا أعتقد انّه سيكون أمراً سهلاً علينا".

وأوضح أبو فاعور، "أنّنا كلبنانيين نتحدّث دائماً وننزعج من المنافسة الإقتصادية والمنافسة الإجتماعية وكلّ الأصعدة، ولكن بالنهاية هؤلاء بشر وهؤلاء أطفال"، مركّزاً على أنّ "لا حلّ في موضوع ​النزوح السوري​ إذا لم نجد مقاربة واحدة مشتركة بيننا كلبنانيين، لا حل إذا ما بقينا نتعامل على قاعدة بأنّ هذه مادة للإستغلال السياسي الداخلي".

وشدّد على أنّ "قضية النزوح السوري تحتاج إلى مقاربة مركّزة من ​الدولة اللبنانية​ وتحتاج إلى مقاربة واعية وثاقبة لما يحيط بنا"، داعياً إلى "عدم استغلال هذا الأمر في النقاش السياسي الداخلي"، مبيّناً أنّ "هناك حلولاً، ولكن إذا ما أتت أي دولة وسألت ما هي المقاربة المشتركة، فليس لدينا مقاربة مشتركة".

وأشار أبو فاعور، إلى أنّ "مسألة النزوح السوري خارج السياسات وحبذا لو تراجع البعض عن هذا التحريض المتمادي بين النازح السوري والمواطن اللبناني، فإلى أين سنصل؟ لسنا قادرين على إعادة النازحين إلى بيوتهم ببساطة لأنّ النظام لا يريد عودة النازحين، لسنا قادرين على إعادتهم بالمدى المنظور لأنّ كلّ الدول تقول بأنّ هذا الأمر بحاجة لحلّ سياسي، والحل السياسي لا يبدو أنّه قريب في الأفق"، متسائلاً "ماذا نفعل؟ هل نستمرّ بتحريض السوري على اللبناني واللبناني على السوري وبالتالي نكرّر الصراعات الّتي كانت قائمة في لبنان؟ ففي لبنان اكثر من مليون ونصف مليون سوري".