علقت مصادر سياسية لبنانية على وصف ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان المرشد الأعلى الإيراني الإمام ​علي خامنئي​ بـ"هتلر الشرق"، مشيرة الى انه اذا كانت الرؤية الجديدة للأمير الشاب ستسلك مثل هذا النمط، فانه سيكون من الصعب عليه العبور بمملكته ونظامها الى ما يطمح اليه من نظام منفتح على العالم سياسيا ودينيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا .

ورأت اذا كان ولي العهد يهدف من كلامه هذا تحريك او تقليب أوروبا او حتى العواصم الغربية ضد ​ايران​، او ارضاء اللوبي الصهيوني في أنحاء العالم، فانه نسي او تناسى ان تعاطي العالم مع طهران ينطلق من انها دولة على طريق ان تصبح دولة نووية، وان ​الاتفاق النووي​ معها جاء في عزّ توسعها وسيطرتها السياسية على عدد من دول المنطقة، حيث اصبحت رقما صعبا في منطقة البحر الأبيض المتوسط .

واعتبرت هذه المصادر ان ما فعلته مع رئيس الحكومة اللبنانية ​سعد الحريري​ يصب في خانة تقوية الحضور الإيراني في المنطقة، الّذي استفاد من الحرب المرتجلة في اليمن ومن الخلاف السعودي-القطري .

ولفتت الى انه في العراق تصرفت طهران حيال مساعي الرياض للانفتاح على هذا البلد بتطويق اي شخصية عراقية تستجيب للمسعى السعودي.

واشارت المصادر الى ان ايران استفادت من نجاحها في احتواء الازمة ثم تعزيز مواقعها في أعقاب الاستفتاء في ​كردستان​ العراق لاعتراض اي دور سعودي في العراق من خلال تنشيط كافة العوامل الداعمة لها، الطائفي والاقتصادي كما السياسي ، ويتم بالتالي التركيز في الاعلام المؤيد لإيران على الترحيب الصادر من ​السعودية​ باستقلال كردستان وتحديدا على الأصوات المطالبة بقيام كردستان الكبرى لتحجيم كل من ايران و​تركيا​ كدليل على سوء النوايا السعودية في العراق. اما في ​سوريا​ فكانت السعودية تأمل بأن ترى سياسة اميركية جديدة حازمة في الحد من النفوذ الإيراني، لكن ادارة الرئيس ​دونالد ترامب​ اكتفت بالتأكيدات الروسية حول الحضور الإيراني في سوريا .

اضافت المصادر: في لبنان كان بوسع المملكة العربية السعودية ان تنتهج اسلوبا مغايرا للنهج الذي اتبعته لما تعتبره تصديا للنفوذ الإيراني في لبنان، وان تأخذ برأي رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه الداعي الى استيعاب النفوذ الإيراني والحدّ من تمدده على الساحة اللبنانية، عبر إشراكه في السلطة، وليس بعزله، خاصة وان مثل هذا الامر مستحيل تطبيقه لان ذلك يوقف عجلة البلد السياسية والمؤسساتية، ويمهد لاقتتال مذهبي .

وتشير المصادر الى ان الأحداث التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية هي دليل قاطع على ان القيادة السعودية الجديدة لم تُبْدِ تفهما للطبيعة الدقيقة للمنظومة السياسية اللبنانية، وان مطالب ولي العهد السعودي أسست لشرخ خطير في العلاقات السياسية والاجتماعية بين السعودية ولبنان .واضافت انه يجب تذكير الامير الشاب محمد بن سلمان، انه بالرغم من التفاوت في الثروات بين اللبنانيين والسعوديين، فإنّ العلاقات السياسية بين الساسة السعوديين ونظرائهم اللبنانيين كانت تتّسم بالصداقة والاحترام المتبادل .

وبانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات والمشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ مع الأطراف الاساسية للازمة، بعد تجاوب الحريري مع تمنيات رئيس الجمهورية بالتريث في تقديم استقالته، ترى المصادر انه على المملكة وولي عهدها، التجاوب مع اي خطوة مقبلة للساسة اللبنانيين، اذا ما أراد فعلا وقاية لبنان من الأضرار، خاصة وان الدول الصديقة لبيروت مثل ​فرنسا​ و​الولايات المتحدة الاميركية​، تعمل على وضع خطوات حازمة ومدروسة وتدريجية في انشاء مسار واضح لتطبيق سياسية النأي بالنفس واحترام ​اتفاق الطائف​، وعودة عجلة الحكم الى طبيعتها، لأن اي حل آخر سيبقى ناقصا، وربما يزيد من النفوذ الإيراني، بسبب الطيش السعودي الذي ظهر في طريقة التعاطي مع رئيس الحكومة اللبنانية.