اكد مسؤول رفيع في حزب "​القوات اللبنانية​" لصحيفة "النهار" الكويتية ان "الكلام والمصارحة تصب في مصلحة العمل الحكومي وفي مصلحة التسوية الجديدة التي اقرت في الجلسة الاستثنائية للحكومة، لأنه لو تم الاستماع لما كانت تقوله "القوات اللبنانية" في ما مضى وعندما وصلت الى مرحلة التلويح بالاستقالة لما كنا وصلنا الى ما حصل"، مشيراً إلى ان "وزراءنا سيسمون الأمور بأسمائها في جلسة ​مجلس الوزراء​ غداً الخميس لاعادة وضعها في نصابها ومنع تكرار بعض التجاوزات التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه".

ولفت إلى ان "أبرز العناوين التي سيصر وزراء القوات على طرحها هي اولا الالتزام الفعلي وليس الشكلي بقرار النأي بالنفس، ثانيا التأكيد على الالتزام ببيان مجموعة الدعم الدولية، ثالثا التأكيد على ان ما قام به الخزعلي في لبنان هو اختراق فاضح للسيادة اللبنانية وضرب لسلطة ​الدولة اللبنانية​ وانتهاك فاضح للقرار 1701، وأن هذا الأمر يجب الا يتكرر وعلى ​القوى الأمنية​ كشف كيفية دخوله الى لبنان، ومنع تكرار مثل هذا الاختراق".

وأشارت إلى أنه "اذا تكررت مثل هذه الخروقات لمبدأ النأي بالنفس فان الأمور قد تعود الى نقطة الصفر، والحكومة قد تواجه خيار الاستقالة مجددا، خصوصا ان الذين دافعوا عن الرئيس ​سعد الحريري​ وطالبوه بالعودة ووعدوه بالتسوية للمصلحة لبنان وأمنه واستقراره، نراهم منذ عشرة ايام يقوضون هذه التسوية التي سهر عليها رئيس الحكومة سعد الحريري ويخترقون بيان النأي بالنفس الذي سهر الحريري على كتابته بعناية فائقة"، معتبرا ان "هذا الفريق لا ولن يتغير لأن اولوياته تتناقض مع الأولويات اللبنانية".

وعن التسوية الأخيرة، أفاد المصدر انه "حتى الآن التسوية قائمة ونحن متمسكون بها الى ابعد الحدود لأنها تمثل مصلحة للبنان ولكل ​الشعب اللبناني​ من خلال ابعاد لبنان عن محاور الصراع في المنطقة والالتزام بالمصلحة اللبنانية العليا التي نحن من اشد الحريصين عليها".

وعن الخلاف المتجدد حول ادارة ملف الكهرباء، اكد "تمسك "القوات اللبنانية" بما يصدر عن ادارة المناقصات"، لافتاً الى ان "ملاحظاتنا في هذا الملف تنطلق من مقاربة موضوعية قانونية على قاعدة اعطِ خبزك للخباز"، مشددا على "التمسك بالنتيجة التي تبدد اي انطباع لدى الرأي العام بأن هنالك تساؤلات لا اجوبة حولها في هذا الملف"، مشيرا الى ان "المبدأ نفسه يسري على ​ملف النفط​ والغاز الذي لن نقبل الا ان تتم ترجمته بطريقة عملية وفق المعايير القانونية المطلوبة".

وعن العلاقة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل"، اكد "أننا كنا في موقع رد الفعل على الكلام الذي استهدفنا"، مشيراً إلى "اننا لا نقبل بأن نكون موضع استهداف او تشكيك او تخوين من قبل ان فريق سياسي".

وأكد أن "القوات اللبنانية" ليست مكسر عصا لأحد، ولا احد يستطيع ان يتطاول او ان يغطي اكاذيب وأضاليل وافتراءات بحق القوات"، معتبراً أن "ضرب العلاقة بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" هو احد الأهداف الرئيسية لـ"حزب الله" منذ العام 2005 حتى اليوم، وللأسف ثمة من يقدم هدايا مجانية في هذا السياق من خلال بعض المواقف غير المبررة"، مشددا على ان "كل هذه المواقف مردودة لأصحابها خصوصا انها لا تضر بنا بمقدار ما تضر بمصلحة ​تيار المستقبل​ نفسه".

وعن موقف القوات من العهد بصورة عامة ومن اداء رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ تحديدا، كشف عن انه "لدينا ملاحظات طبيعية، ونقيم الأمور ايجابا ام سلبا"، مؤكداً أن "القوات اللبنانية" تعرضت منذ نشأتها حتى اليوم لمحاولات الغاء كثيرة الا ان الظرف السياسي اليوم يصب في مصلحتنا ولذلك نحن نتمسك بقول الحقيقة والتأكيد على مبادئنا وثوابتنا الوطنية ولا نتارجع نتيجة تهويل او تخوين او كلام سياسي من هذا الفريق او ذاك".