أوضح رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ أن "مذكرة أصحاب السيادة تذكرنا بنداء بكركي في ايلول العام 2000، وأردت التوقف عندها لأن بعضهم أرادوا أن يغرقوها من اللحظة الاولى لإبراز نقاطها الرئيسة ولتكون برنامج عمل".

وتابع في مؤتمر صحفي في معراب، "المشروع في الاساس: هو ان "الكنيسة أرادت أن تضع المذكرة ونظرها متجه للعام 2020...". ينادون بشكل واضح بضرورة قيام دولة فاعلة وقادرة، وبالتالي فكل الادبيات الاخرى تتعارض مع ما ورد في هذه المذكرة وكل نظرية المقاومة التي تعني دويلة "حزب الله" سقطت كليا، لأنه لا يمكن أن يكون هناك دولتين على ارض واحدة. لا مقاومة ولا زائد ولا ناقص"، لافتا الى أنه "بعد 4 ايام على المذكرة قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "لا وجود للبنان من دون المقاومة اي لا وجود للبنان من دون دويلات حزب الله". هناك مشروعان مطروحين وهما مشروع وثيقة بكركي ومشروع دويلة حزب الله وعلى كل شخص ان يختار".

ورأى أن "عدم الوضوح في تحديد المصلحة الوطنية المشتركة، يؤدي الى ممارسة سياسية تجنح الى المحاصصة" في إشارة الى وزارة النفط. وزاد ""الكنيسة المارونية ترى ان الخروج من هذه الازمة لا يكون الا بالعودة الى الدستور"، اذا المصلحة الوطنية العليا لا يحق لأحد ان يعرّفها هو بل الصيغة والوفاق والدستور تحددها. لا احد يستطيع ان يقول انه مع مذكرة بكركي بل عليه ان يحترم النقاط الاساسية التي ترد فيه وهي مشروع الدولة الفاعلة ولا شيء آخر".

وإستطرد جعجع "تتحدث المذكرة عن 3 قيم مؤسسة، كصلب العيش المشترك في لبنان.. وقد ارسي هذا المشروع الحضاري على ثوابت ثلاثة: "الحرية والمساواة وحفظ التعددية"، عن اي حرية يمكننا ان نتحدث طالما هناك 17 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال لهذا الفريق وحده؟ عن اي حرية نتحدث وهناك 7 ايار والقمصان السود وسمعت ان هناك امرا مشابها حصل في وسط بيروت امس؟. المطارنة الموارنة أصدروا المذكرة لتكون اسلوب ممارسة سياسية معينة وفي ما عدا ذلك نحن لا نعطي الامور حقها".

وسأل جعجع في مؤتمره الصحفي، "قرار حزب الله بالمشاركة في سوريا ألم يحتج الى مشاركة؟ عندما نتحدث عن مشاركة ايضا نتحدث عن المجلس النيابي وقانون الانتخابات"، مؤكدا "وجوب طرح قوانين الانتخاب في أول جلسة لمجلس النواب عند إنتظام العمل التشريعي ومن يفوز بالاكثرية ويعتمد". وزاد "لا اتصور ان دوري شمعون او كارلوس ادة يقومان بالاستقواء. من عطل المؤسسات في حكومة السنيورة؟ معروف من يعطل المؤسسات في البلد. اعلان بعبدا والحياد نقطة مهمة جدا، والبعض اعتبر ان الحياد موقف سياسي ولكن المذكرة توضح ان الحياد هو جزء من لبنان".

وذكر، بأن "موقفنا الحالي من تشكيل الحكومة الحالية يتوقف عن هذه النقطة لاننا صادقون مع أنفسنا ونريد ان نقدم امرا ايجابا للبلد وكل موقفنا متعلق بالتفاهم على حد أدنى من الخطوط السياسية العريضة، كإعلان بعبدا ولهذا استنكفنا عن مجرد البحث في الدخول في الحكومة".

وإذا عاد ليذكر بمضمون مذكرة بكركي، لفت الى أن "المذكرة تشير الى أنه للمحافظة على التركيبة اللبنانية، يجب ان يكون لبنان على الحياد باستثناء القضية الفلسطينية طبعا وحزب الله ذهب الى سوريا للقتال وبالتالي لدينا مشكلة اساسية هنا بضرب الميثاقية اللبنانية وإغراق لبنان بكل ما نشهده من عدم استقرار أمني وسياسي"، موضحا ان "من يؤيد مذكرة بكركي يجب ان يكون مع حصرية السلاح مع القوى الشرعية اللبنانية".

وتابع "تتحدث مذكرة بكركي عن الامن الذاتي ايضا وعلى أصحاب الرأي الحر ان يروا المذكرة على ما هي عليه. فرفض ربط الصيغة في العدد ايضا أمر تحدثت عنه الوثيقة باعتبار المجتمع اللبناني مجتمعا تعدديا. كما إن إستكمال تطبيق الطائف، وهي نقطة مهمة جدا في خضم ما يطرح حول اتفاق الطائف، واتت المذكرة لتضع طريقة مقاربة اتفاق الطائف بافضل طريقة تتكلم عن استكمال تطبيق الاتفاق لا عن اتفاق جديد. وتتناول المذكرة أيضا مسألة الالتزام بالقرارات الدولية والقرارات معروفة من 1559 وغيره وصولا الى 1701. أما ما يتعلق بمراسيم مجلس الوزراء، ليس هناك مرسوم الا ويحتاج توقيع رئيس الجمهورية وهو الوحيد الذي يمهله الدستور 15 يوما لتوقيع المراسيم والا يعتبر نافذا، بينما هذا الامر لا يطبق على مجلس الوزراء ويجب ان يكون الجميع لديهم مهلة محددة او ان يكون الجميع غير محددين بمهلة زمنية معينة، وهذه ثغرة ظهرت عبر الممارسة ويجب ان يتم سد هذه الثغرات.

وتتحدث المذكرة عن اللامركزية الادارية وتطبيقها. من المهم ان يكون هناك "القليل من اللامركزية".

وعن دور لبنان في العالم العربي، رأى جعجع أنه "حصل تشويش على موقف بكركي في الآونة الاخيرة وأظهره بعضهم على انه لا يبالي بما يحصل في الدول العربية، حيث تقول المذكرة عن تعزيز إسهام لبنان في عملية خروح العالم العربي من مخاضه الراهن، بحثا عن أنظمة سياسية معاصرة والربيع العربي هو ربيع عربي"، معتبرا أن "مذكرة بكركي أعادت تصويب بعض الثوابت للعمل السياسي في لبنان".

وإذ أعرب عن أمنيته في أن "يبقى المطارنة ساهرون على حسن تنفيذ المذكرة"، دعا الفرقاء السياسيين لـ"تبني المذكرة الوطنية لبرنامج عمل وطني لنا جميعا على مختلف انتماءاتنا"، وتمنى أن "تكون مذكرة بكركي 2014 مقدمة لقيام الدولة".

هذا وأعلن المكتب الاعلامي لجعجع انه بعد الانتهاء من مؤتمره الصحافي، تلقى جعجع اتصالاً هاتفياً من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هنأه في خلاله على تفنيده لنقاط "المذكرة الوطنية" أو ما يُعرف بوثيقة بكركي، شاكراً تأييده وتبنيه لمضمونها