لفت رئيس أساقفة جبيل للموارنة ​المطران ميشال عون​، أن "الإستقرار على المستوى السياسي هو ضمان للمسيحيين، سيما واننا موجودون في منطقة عاشت اضطرابات سياسية كبيرة منذ مئة عام، وبالتالي اذا لم يكن هناك جوا من الإستقرار ونوعا من الأمل بالأمن سيتساءل المسيحي حتما على سبب بقائه في هذه المنطقة".

وأوضح في حديث إذاعي أن "رئيس الجمهورية المسيحي يشكل ضمانة للوجود المسيحي لا سيما في لبنان، ولذلك نرفض ان ينعكس الواقع السياسي على الإستحقاق الرئاسي، ونطالب دائما بان يكون الإستحقاق معركة ديمقراطية. ولكن ما نراه ان الإنقسام كبير بين الأفرقاء وهناك تأثيرات خارجية كبيرة على الداخل".

في ترشح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أوضح المطران عون أنه "يجب أن ننتظر سيما وان رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل قد يعلن ترشيحه للرئاسة كما سمعنا، وبالتالي كان يجب على قوى 14 آذار ان تتفق على مرشح واحد قبل ان يتقدم افرقاؤها بترشيحاتهم وتضع نفسها في مأزق الإختيار".

في إمكان اكتمال النصاب النيابي لإنتخاب رئيس للجمهورية، أعرب عن أمله في حدوث ذلك، مؤكدا "وجوب أن يكون هناك رئيس مسيحي قوي يحافظ على الدستور والقيم الوطنية وفي الوقت ذاته قادر على جمع اللبنانيين حوله وتلاقي كل الأقطاب". ورأى أن "هذه المواصفات هي لرئيس مثالي في هذه المرحلة أي رئيس لا يشرى وفي الوقت ذاته قادر أن يجمع وراءه أكبر عدد من الكتل النيابية".

وحول تعديل الدستور، "الذي لا يمانعه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي"، لفت الى انه "اذا كان هناك شخص معني بالأمر واذا كان هناك مصلحة عامة لذلك فان تعديل الدستور لن يكون عقبة".

وتابع "لا نتمنى ان نصل الى تاريخ 25 ايار من دون انتخاب رئيس ومن هنا نناشد كل المسؤولين بتقديم بعض التنازلات والتوافق على رئيس"، مستطردا ردا عن سؤال، "عندما يحكى عن "طائف" جديد أو "مؤتمر تأسيسي" جديد اخاف جدا واطالب بالوعي الكبير".

ورأى أنه "في حال تعذر انتخاب رئيس فإن كل الإحتمالات مفتوحة، سيما وان الأمور التي تحصل تحت ضغط معين لا تأتي بالنتيجة ذاتها عندما نتعاطى معها بديمقراطية. نحن مع تعديل بعض البنود في الطائف وليس اعادة الصيغة كلها".

وردا عن سؤال، اجاب المطران عون: "أول ضمانة لوجودنا كمسيحيين هي ربنا. فهو قال لنا "أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم". واذا كان المسيحيون يقومون برسالتهم وينطلقون من الواقع بعدما أرادنا ربنا في هذه المنطقة ليس من قبيل الصدفة، ويعيشون كما يجب، لن نخاف على انفسنا سيما وانه على مر التاريخ تعرضنا لحروب واضطهادات كثيرة".

وحول عودة المسيحيين الى سوريا ولا سيما الى معلولا بعد هذا الكم من الدمار الهائل وما الى هنالك، شدد المطران عون على "وجوب ضمانات من قبل السلطة الشرعية في سوريا الموجودة على الأرض"، مشددا على أن "الرجوع الى سوريا له علاقة بالإيمان اولا وأخيرا".