يظنّ البعض أنّ وزير العدل ​أشرف ريفي​ من أعضاء تيار "المستقبل" البارزين، وقد يذهب إلى حدّ اعتباره من صقور التيار التي تظهر في مرحلة الإنقسام السياسي الحاد، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي ليس من أعضاء التيار، وهو نجح من خلال أسلوب عمله في فرض نفسه في الفترة الأخيرة "حليفاً" قوياً على "المستقبل" لا تابعاً له.

في الساعات الأخيرة، كثر الحديث عن اللقاء الذي يعقد بين وزير العدل ورئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ في العاصمة السعودية الرياض، وتحدثت مصادر متعددة عن أهداف الزيارة، من دون التطرق إلى طبيعة العلاقة الملتبسة بن الرجلين.

وفي هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، في حديث لـ"النشرة"، أن العلاقة بين الحريري وريفي لا تكون دائماً على أحسن حال، وتعطي مثالاً على ذلك الوضع الذي كان قائماً بعد تحفظ "اللواء" على البيان الوزاري لحكومة تمام سلام، الذي أعطى "الشيخ" موافقته عليه، وتشير إلى أن الحريري إعتبر حينها أن ريفي يريد أن يزايد عليه في الشارع، في حين أن هذا الأمر غير مسموح به بالنسبة إليه.

وما حصل كانت له تداعياته على طريقة التعامل مع ريفي من قبل تيار "المستقبل"، حيث لوحظ تغييب نشاطات وزير العدل عن قناة التيار التلفزيونية، قبل أن تعود سريعاً بعد المقابلة التي أجراها مع الزميلة بولا يعقوبيان، وذلك بسبب ما يمكن تسميته بـ"إعادة ترتيب الأوضاع".

من وجهة نظر المصادر نفسها، نجح " اللواء" في فرض نفسه "حليفاً قوياً" في عاصمة الشمال على "الشيخ" لا عضواً في تياره، مع العلم أن ذلك لا يعني عدم إلتزامه بالسياسة العامة لـ"المستقبل"، لكن لوزير العدل هامشا واسعا نسبياً من الحرية في التصرف.

وتؤكد هذه المصادر أن الحريري لا يستطيع أن يتجاهل الحالة الشعبية التي يمثلها ريفي في الشارع الطرابلسي، لا بل هي تعتبر أن الخطة الأمنية التي طُبقت في المدينة ما كانت لتنجح لولا دعمه الشخصي لها، وتشير إلى أن رئيس الحكومة السابق يمثل الحالة العامة في المدينة لكن فعلياً وزير العدل هو من لديه القدرة على ضبط الشارع وتحريكه.

بالعودة إلى اللقاء بين ريفي والحريري في الرياض، توضح المصادر أن أسبابه غير المعلنة قد تكون السعي إلى تكريس عملية تبريد الأجواء بينهما بشكل حاسم، في حين أن الإطلاع على عملية التنسيق مع "حزب الله"، لا سيما على الصعيد الأمني، ستكون حاضرة بشكل بارز، خصوصاً أن "اللواء"، الذي يظهر في أكثر من مناسبة أنه مستعد للذهاب أبعد من "الشيخ" في مواقفه من سلاح الحزب وتدخله في الأزمة السورية، حريص على فتح قنوات إتصال متعددة معه على أكثر من صعيد، وهو يرى أن القناة الأمنية يجب أن تكون عبره لا عبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، نظراً إلى أنه الأكثر إطلاعاً في قوى الرابع عشر من آذار على هذا الملف.

في المحصلة، تشدد المصادر على أن ريفي نجح في فرض نفسه الرجل الأقوى على الساحة الطرابلسية في قوى الرابع عشر من آذار، ولا يستطيع حتى الزعيم الأول في هذا الفريق تجاهله على الرغم من تعدد الأقطاب في عاصمة الشمال.