أشارت اوساط الديار إلى ان "تقسيم المنطقة بدأ في سبعينات القرن الماضي انطلاقاً من قبرص اثر اجتياح الجيش التركي منطقة شمال الجزيرة مكرسة واقعاً تقسيمياً بين الشمال والجنوب وحاولت المخابرات الغربية استكمال مخطط التقسيم في لبنان اثر الحروب الاهلية المتتالية حيث ابلغ دين براون المبعوث الاميركي في تلك الفترة "الجبهة اللبنانية" بأن الاساطيل الاميركية جاهزة لترحيل المسيحيين من لبنان و الا انه فوجىء بالرفض وتشبث القادة المسيحيين بلبنان ما اوقف عجلة التقسيم بفعل صمود المسيحيين في الحروب التي تناسلت على الرقعة اللبنانية كون مخطط كيسنجر كان يقضي في تلك المرحلة ان يكون "لبنان بديلاً لفلسطين لان المشكلة في الشرق الاوسط مشكلة شعب زائد او ان يكون مقبرة لهم" وفق كلام ادلى به آنذاك الى احدى الصحف الفرنسية .

ولفتت الاوساط في حديث إلى "الديار" الى ان "الموارنة بشكل خاص والمسيحيين بشكل عام هم علة وجود لبنان الكبير الذي صنعه الجنرال غورو على قاعدة ان يكون وطناً يحمي الاقليات ومن هذا المنطلق اتى موقف للنائب وليد جنبلاط منذ فترة تمنى فيه على المعنيين الحفاظ على لبنان غورو بحكم الضرورة لاسيما وان دولة الخلافة كسرت الجغرافيا التي رسمها اتفاق "سايكس بيكو" واذا كان المسيحيون في العراق قد دفعوا الثمن غالياً في الصراع بين التكفيرين والشيعة، فان الوجود المسيحي في لبنان وان كان البعض يراه مهدداً الا ان محطات تاريخية كثيرة تثبت ان هذا الوجود متجذر في الصخر ولا يستطيع احد اقتلاعه لقناعة كافة المكونات اللبنانية من مسيحيين ومسلمين بضرورة الحفاظ على "الوطن الرسالة" الذي يعتبر نموذجاً يحتذى في غنى التنوع الديني والعرقي في ظل عيش مشترك يسعى العدو الاسرائيلي الى ضربه عبر التنظيمات التكفيرية لتبرير يهودية الدولة الاسرائيلية".

ورأت الاوساط ان "المسيحيين في لبنان وان كان لديهم بعض القلق الطبيعي فان هذا القلق ينسحب على كافة المكونات اللبنانية التي ترى نفسها في نفس المركب الذي يركبه المسيحيون وان غرق فسيغرق الجميع معه ويبقى الرهان على المؤسسات الامنية وحمايتها ودعمها هو الحل الواقعي الذي يقف في وجه الغرباء".