في ظلّ ما يتعرّض له الاعلام والاعلاميون من انتهاكٍ لحقوقهم وحرياتهم وعملهم، تبدو الحاجة الماسة إلى نقابةٍ تحمي هذه الحقوق وتدافع عن مصالحهم، ومن هذا المنطلق برزت فكرة إنشاء نقابة للعاملين في الاعلام المرئي والمسموع عام 2012، وبدأت الاتصالات في عهد وزير العمل السابق شربل نحاس لجمع أكبر عدد ممكن من المؤسسات الاعلامية اللبنانية، أو بطريقة أوضح لمحاولة جمع مؤسسات فريقي 8 و14 آذار لاعطاء النقابة غطاءً أكبر وقوة أكثر.

فشل التوافق آنذاك وتم انتخاب مجلس نقابة خال من أيّ ممثل عن المؤسسات الاعلامية القريبة من "14 اذار"، وتم انتخاب ​رضوان حمزة​ نقيباً لاعتبارات عدة أهمها بحسب المصادر سن النقيب حمزة، إضافة إلى رفض ممثل قناة "المنار" والذي أصبح اليوم المدير العام للقناة ابراهيم فرحات، منصب النقيب.

انطلقت النقابة إذًا بظلّ غياب نصف إعلاميي لبنان تقريبًا، وغياب نصف الاعلاميين المشاركين في النقابة أيضًا بحيث كان عدد من أعضائها غير مبال باجتماعاتها، وهذا ما جعل النقابة ضعيفة غير قادرة على الانتاجية، خصوصا بظل الضعف المالي فيها بحيث لم تتخط قيمة الاموال في صندوقها العشرة آلاف دولار أميركي. إضافة إلى ذلك، تشير المصادر إلى أنّ نظامها الداخلي كان قاصرًا عن معالجة العديد من الأمور، وبالتالي كان لا بدّ من تغييره وهذا ما حصل بعد انتهاء المحامي نبيل طوبيا من إعداد نظام داخلي جديد، وهنا تبدأ الحكاية.

تمّ إعداد النظام الجديد بعد أشهر من العمل، وطلب من النقيب حمزة الدعوة لعقد جلسة عمومية لأجل إقرار النظام عبر الالية المعتدمة ومن ثم الدعوة للانتساب على أساس النظام الجديد، وهنا بحسب المصادر بدأ النقيب باعتماد سياسة المماطلة، وخلال هذا الوقت عرض النقيب النظام الجديد على الوزير السابق شربل نحاس وعاد بملاحظات عدة رفضها مجلس النقابة رفضًا قاطعًا ممّا أغضب النقيب ونحاس على ما يبدو. وتضيف المصادر: "علمنا أيضًا أنّ اجتماعاتٍ تُعقد في منزل نحاس بحضور النقيب وأشخاص من خارج النقابة واعضاء من النقابة احيانا، دون أن يتمّ وضع باقي الاعضاء في اجواء ما يحصل".

بعد كل هذه الاجواء السلبية التي سادت عمل النقابة، أصبح معروفًا أنّ أعضاءها تقدّموا باستقالاتهم تمهيدًا لمحاولة الوصول إلى توافق وانتخاب مجلس نقابة جديد يجمع المؤسسات الاعلامية بأكملها، إلا أنّ ذلك لم يحصل حتى اللحظة بعد تأجيل الانتخابات لثلاث مرات، في كل مرة تكون فيها "الحجة" مختلفة عما قبلها، فمن الذي عرقل الانتخابات؟

تكشف المصادر أنّ النقيب حمزة ومن خلفه الوزير السابق شربل نحاس عرقلا التوافق والانتخابات لأسباب غير معروفة، وأنّ النقيب أجرى في الأيام الماضية اتصالات ببعض أعضاء النقابة المستقيلين يطلب اليهم تحمل المسؤولية والدخول مرة جديدة في النقابة بمعزل عن موافقة ممثلي مؤسسات "14 اذار"، الأمر الذي رفضه غالبيّة من اتصل بهم خصوصا بعد فشل التجربة الاولى. وتضيف المصادر: "في المفاوضات الاخيرة طلبت مؤسسات "14 آذار" 5 اعضاء مقابل 7 اعضاء لفريق "8 آذار" يكون الزميل فراس حاطوم من بينهم، وفي الساعات الاخيرة أبلغ المفاوض باسم مؤسسات "14 اذار" باقي الاطراف بموافقة دخول تلفزيون "المستقبل" للنقابة عبر الزميلة رشا الخطيب، إلا أنّ امرًا ما طرأ على رأي النقيب ومن يدعمه فأفشل الاتفاق".

وهنا يؤكد الزميل ​سعد الياس​ أحد الأعضاء المؤسسين والذين لم يشاركوا بمجلس النقابة السابق، أنه لن يشارك في أيّ مفاوضات قادمة لأنّ "الأمور مش لعبة اولاد"، كاشفا في حديث لـ"النشرة" عن طلبه ايضًا من الزميل وليد عبود رفض التفاوض مجددا وإلغاء فكرة المشاركة في هذه النقابة، لان فيها من لا يبقى على موقفه.

ترى المصادر أنّ المتابعين لهذه القضية امام خيارين اليوم فإما ترك الامور كما هي وبالتالي لن تُنشأ النقابة، وإما ان يتم التدخل لاجراء نفضة شاملة ينتج عنها نقابة جامعة لا يكون النقيب السابق رضوان حمزة عنصرا فيها، فهل تكون المحاولة الرابعة ثابتة، ام ان النقابة اصبحت من الماضي؟