شدد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ ​نعيم قاسم​ على أن "لبنان دفع أخطار الأزمة السورية بحكمة عقلائه، وبصمود وثبات الجيش اللبناني، وأداء حزب الله وحلفائه ولولا هذه المواقف الشريفة والشجاعة لانتقلت المعارك إلى داخل لبنان في كل حيٍ ودسكرة ومنطقة"، مؤكداً أنه "لولا حزب الله لأنجزت داعش إمارتها على الحدود الشرقية للبنان، وكنا أمام منطقة لسعد حداد التكفيرية على غرار سعد حداد الإسرائيلية بأخطارها وأهدافها ، ولولا حزب الله لكانت داعش تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة في لبنان"..

وفي كلمة له خلال أربعين عباس سماحة في مجمع المجتبى، رأى أن "المطالبة من قبل البعض بخروج من سوريا كالمطالبة بإلغاء المقاومة ضد إسرائيل، لأنه يصبح لبنان مرمى للأعداء على اختلاف مشاربهم، ولقمة سائغة للاحتلالات المتنوعة بأفكارها وآرائها"، مشدداً على أنه "إذا كانوا يريدون تجريده من قوته وإمكاناته وقدرته، لا لن نترك لبنان مكشوفًا لا لداعش ولا للنصرة ولا لإسرائيل كرمى لعيون المهزومين، الذين يبحثون مكانة ودور على حساب الآخرين، والذين لا يراعون مصلحة لبنان ولا مستقبله، ولن نستسلم لمقترحات تجرِّد لبنان من قوته وعزته وكرامته ونصره، هذه المطالب هي أقرب إلى الهرطقة منها إلى المقترحات"، سائلاً: "إذا خرج حزب الله من سوريا مَنْ يوقف داعش وملحقاته من أن يصل إلى أي منطقة؟ مع كل ما عملناه وأنتم ترون كيف ينتشر الرعب في أماكن مختلفة".

وأكد أن "إنجازات حزب الله في لبنان ليست عادية هي عظيمة جدًا، إنجازات الأبطال الشجعان والشهداء والعوائل والأمهات والأخوات والأطفال والشيوخ والقرى، إنجازات الأبطال الذين لا يخافون في الله لومة لائم، إنجازات الذين وضعوا حدًا لكل أولئك يفكرون بتخريب لبنان علينا، ومن الطبيعي أن تصاحب هذه الإنجازات تضحيات، وما حصل في عين ساعة وعسال الورد هو جزء من التضحيات الطبيعية التي لولاها ولولا غيرها من التضحيات لما حققنا هذه الإنجازات".

ورفض "الاعتداءات على الجيش التي تقوم بها بعض العصابات وهي اعتداءُ على كل لبنان"، لافتاً إلى أن "دعم الجيش واجب بكل الوسائل والامكانات، ومساندته والوقوف إلى جانبه فرض عينٍ على اللبنانيين من دون استثناء"، داعياً أولئك الذين يتحدثون خجلًا دعما للجيش اللبناني مرة في السنة، ويسيئون إليه مرات ومرات بحججٍ واهية، إلى أن توقفوا عن التبرير للجماعة التكفيرية وعن حمايتها وعن محاولة إعطاء ضمانات وبيئة سياسية تساعدها على أن تستمر.

وأشار إلى أن "كل الفوضى في عالمنا الإسلامي والعربي هي بسبب أميركا التي تريد أن تتحكم بمقدراتنا وإمكاناتنا، وتريد أن تدير شؤوننا بما يؤدي إلى مصالحها حتى ولو أدى ذلك إلى تخريب النفوس والبلاد والعباد، هذه الدولة المتغطرسة تدور حول إبقاء إسرائيل فزاعة لكل العرب والمسلمين، وهذه الدولة المستكبرة تعطي وعودًا لزبانيتها وجماعتها بأنها ستقف معهم وستعطيهم بعض المصالح، وبعدها ترميهم دون أن تسأل عنهم وعن تاريخهم وعن عطاءاتهم لأنهم لا يمثلون شيئاً بالنسبة إليها".

وأوضح أن "مشروع أميركا هو إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد بالدم والخراب، ولكن بكل صراحة فقدت أميركا زمام المبادرة، ولم تعد قادرة على ضبط الإيقاع، ولم تتمكن الأدوات الطيِّعة من دول وأنظمة وحركات أن تحقق أهدافها، في المقابل تجاوز الإرهاب التكفيري حدوده وطوائفه وأراد أن يتجاوز الخطوط الحمر التي أرادتها أميركا المشغلة لهؤلاء التكفيريين، فتحول الوحش الذي أرادوا إخافة الآخرين به إلى وحشٍ يشعرون بأنه بدأ يشكل خطرًا عليهم لأن مطالبه تجاوزت مطالبهم".

ولفت إلى أن "الأزمة طويلة وبالحد الأدنى لسنوات، وبحسب التحليل الأميركي لثلاث سنوات من أجل إعداد خمسة عشر ألف مقاتل ليغيروا المعادلة في سوريا"، معتبراً أن "هذه نكتة فالذين يقاتلون في سوريا منذ ثلاث سنوات بمئات الآلاف ومن كل حدبٍ وصوب ولديهم الحوافز والمبررات الخاصة لأن يقتلوا أنفسهم من أجل قضيتهم، فمن أين سيأتي الأميركيون بجماعة تغير الواقع".

وتابع: "الأزمة طويلة لسنوات، ولا أفق لحل أي موضوع، وقضايا المنطقة متداخلة ومتشابكة ومعقدة، إذًا نحن أمام مشهد منطقة لا حلول فيها، أي أننا في مرحلة استنزاف وإضاعة وقت وانتظار، وعلينا أن نعرف كيف نعمل في ظل هذه الظروف المعقدة".

من ناحية أخرى، أشار إلى أننا "قلنا من اليوم الأول للأزمة السورية أن هناك مشروع لتدمير سوريا المقاومة من أجل إنشاء سوريا التي تواكب المشروع الإسرائيلي، ولتحويل الاتجاه لخدمة الكيان الإسرائيلي، وقالوا هي محاولات إصلاح، توجد بعض المقومات التي تريدها المعارضة من أجل إجراء تعديلات في النظام، فماذا تقولون الآن بعد ثلاث سنوات ونصف بعد أن رأيتم حوالي مئتي ألف شهيد وقتيل في سوريا، وهذا التدمير الواسع المستفحل".

وأضاف: "قلنا التكفيريون خطر على الجميع وليسوا علينا وحدنا، ولكن تعاملتم معهم كجزء لا يتجزأ من مشروعكم، وحاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، وعقدتم عليهم الآمال ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لفظوكم جانبًا وأصبحتم أيضًا مدانين كما الآخرون تمامًا، لأن التكفيريين لا يقبلون أنفسهم ولا يقبلون بعضهم، ولا يطيقون جيرانهم فكيف يطيقونكم أنتم البعيدون عن آرائهم وقناعاتهم".