أشارت أوساط الدبلوماسية الروسية لصحيفة "الجمهورية" الى إن "التطورات الأبرز في الحرب على "داعش" في سوريا تمثلت بوَضع أنقرة 4 شروط لدخول حلبة النزاع الى جانب التحالف الدولي، لكنّ تلك الشروط لا تخلو من أطماع واضحة تعيد الى الأذهان بوادر الحملات التوسعية للسلطنة العثمانية، اذ ان مطالب إقامة منطقة حظر جوي، وأخرى آمنة لتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم السلاح، تعني فتح المجال أمام تركيا في تحديد قواعد اللعبة الميدانية في الداخل السوري، إضافة الى مطلب شَنّ عملية ضد النظام السوري، ما سيضَع أنقرة في موقع مهندس كراسي الأنظمة القادمة في المنطقة، خصوصاً ان الدول المحيطة بسوريا تعيش حالاً من انعدام التوازن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، باستثناء اسرائيل التي لم تُقلق أنقرة يوماً ما".

ورأت الاوساط ان "دولاً عدة في المنطقة تعمل لتحويل العملية العسكرية الغربية ضد "داعش" في اتجاهات تخدم مصالحها، وخصوصاً إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد لتركيب نظام يلبي تطلعاتها"، مؤكدةً ان "موسكو لن تكون جزءاً ولن تقبل بأيّ تحالف لا يمرّ عبر المؤسسات الأممية، وتحديداً عبر مجلس الامن الدولي، لذلك فإنها ستستمر في دعم الحكومات الشرعية في العراق وسوريا في حربهما ضد الارهاب بكلّ الوسائل اللازمة، بما فيها السلاح والعتاد العسكري، لتعزيز قدراتها القتالية في مواجهة التنظيمات الارهابية المتطرفة".