جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأكيده أنه "لا يوجد أي مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان"، لافتا إلى أنه "كما لا تقبل أي دولة ألا يكون لها رئيس، نحن أيضا لا يمكننا أن نقبل لسبب أو لمخطط أو لتدبير ما أن يتعود اللبنانيون ألا يكون لديهم رئيس مسيحي أو أن يعيشوا من دونه".

وشدد الراعي خلال لقائه مع أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا على "ضرورة أن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته الخطيرة والمشرفة في انتخاب رئيس جديد"، داعيا المسيحيين في العالم وبخاصة في لبنان إلى "عدم الخوف لأنهم مواطنون أصليون وأصيلون في هذه البلدان وليسوا أقليات"، لافتا إلى أن "الشرق الأوسط اليوم في أمس الحاجة إلى سماع لغة الإنجيل، لغة المحبة والعدالة والسلام، والتي تحترم قدسية الحياة البشرية على عكس اللغة التي نسمعها اليوم، لغة القتل والتدمير".

وطالب الأسرة الدولية بـ "وضع حد للحروب التي أصبحت أهدافها واضحة وهي مصالح سياسية واقتصادية وتجارة سلاح"، مشددا على "ضرورة وضع حد لدعم الحركات الأصولية والإرهابية ووقف تغذيتها بالسلاح".

كما التقى الراعي ممثلي الطوائف الأسلامية وشارك في اللقاء مفتي المسلمين في أستراليا ابراهيم أبو محمد، ممثل دار الفتوى اللبنانية الشيخ مالك زيدان، رئيس جمعية المبرات الخيرية في استراليا الشيخ يوسف نبها، معتمدا الطائفة الدرزية في أستراليا الشيخ نجيب الباقي وملحم عساف.

وقد انضم لاحقا الرؤساء العامون للرهبانيات اللبنانية المارونية والرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات بحضور الصحافة المحلية والعالمية واللبنانية.

وندد المجتمعون بـ"عمليات التهجير الإرهابي للمسيحيين والمسلمين والأقليات بخاصة في سوريا والعراق وفلسطين وباصحابها الخارجين عن تعاليم الدين والمتمردين على حرمة الأوطان وحقوق الإنسان"، مذكرين بأن "الشرق يكون ويستمر بتعدديته المميزة وخصوصا بمسلميه ومسيحييه معا أو لا يكون".

وأكد المجتمعون أن "المسيحيين والمسلمين المشرقيين في أستراليا، والذين تجمعهم ثقافة مشتركة، هم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ومشاركون أساسيون في نسيج المجتمع الأوسترالي، وقادرون معا على بناء ومواكبة الحضارة الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها، آملين أن يحافظ إخوانهم في أوطانهم المشرقية على حضارتهم وتاريخهم الذي بنوه معا".

كما تمنى الراعي امام الوفود اللبنانية التي زارته في مقر اقامته في دار الممطرانية المارونية في سيدني، ان "يستعيد لبنان عافيته بشفاعة قديسيه ودم شهدائه" داعيا لان "نكون على مستوى تضحيات اجدادنا واهلنا الذين تركوا لنا وطنا نفتخر به ويشكل رسالة نموذجية للعالم".

واكد على "عدم السكوت في موضوع عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية واننا نعمل مع كافة البطاركة والفاتيكان وسفراء الدول المعنية على تسهيل عملية انتخاب الرئيس وفي الوقت ذاته نرفض ان تفرض اي جهة علينا اسم الرئيس".

وامام وفد من اقارب عائلة الشهيد اللواء وسام الحسن شدد على "ضرورة تضامن اللبنانيين وتعميق وحدة اللبنانيين الكفيلة بمواجهة التحديات الراهنة" مقدرا للعائلة "حجم الشهادة التي قدمتها في سبيل لبنان".

واعتبر الراعي امام وفد بلدة دير الاحمر ان "هذه البلدة هي سياج الوطن اللبناني"، مؤكدا ان "ما يحمي لبنان اصالة بلداتنا خصوصا تلك التي تسجل السياج للبنان"، مشددا على "ضرورة الصمود لكي نجتاز العاصفة التي تمر بنا في هذه الايام".