رأى وزير العدل اشرف ريفي ان هناك من يدفع بنا الى أزمة خطرة، هي أزمة الشك بأنفسنا أولا، وبوطننا ثانيا، أزمة الشك بأننا نعيش في وطن، هويته وكيانيته قيد الدرس، حدوده وسيادته وجهة نظر، هيبته ومكانته وموقعه ودوره، مجرد هوامش، يتلاعب فيها هذا الطرف الإقليمي أوذاك. واضاف في حوار مع طلاب الحقوق في جامعة الروح القدس الكسليك: "لا أبالغ اذا قلت أننا نخوض أقسى وأصعب معركة، في تاريخ لبنان الحديث، معركة بين خيار الدولة والمؤسسات، والايمان بحتمية العيش الواحد بين أبناء الوطن، بكرامة ومساواة، وبين خيار مدمر، لا يرى في هذه الارض المقدسة، الا ساحة للجهاد والجهاد المضاد لتحقيق سياسات النفوذ الاقليمية، التي لم ننجح وللاسف يوما في كبحها، على الرغم من أننا بذلنا الكثير، وقدمنا الدماء والدموع والآلام. في تاريخنا الحديث، ولد للبنان أول دستور في العام 1926 ، وكان الميثاق الوطني في العام 1943، وكان اتفاق الطائف في العام 1989، ختمنا به جراح الحرب".

وضم ريفي صوته الى صوت البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رفضا للمؤتمر التأسيسي وللمثالثة، وتمسكا بالمناصفة والعيش المشترك".

وأكد أنه "بعد كل هذه التجارب الصعبة اخترنا العيش معا، واعتقد ان لا خيار لدينا الا انجاح هذه التجربة الفريدة، لأن أي خيار آخر، يعني الذهاب الى الفوضى والعنف والهجرة والموت والدمار. وأنا على ثقة بأن الشباب اللبناني سيعي مسؤولية الحفاظ على وطنه، باختياره نموذج العلم والمعرفة، ونبذ التطرف، والالتزام بالدفاع عن لبنان، بوجه من يحاولون تقويض دولته ومؤسساته وانسانه. ان اختيارنا العيش معا، يعكس رغبة أغلبية اللبنانيين بالحياة الآمنة. يعكس توقهم للسلام الدائم، ورفضهم للغة العنف والموت والتطرف".

وقال: "أنا أكررها اليوم : لا لإرهاب أنظمة الاستبداد، ولا للارهاب الناتج عنه. هذين الارهابين وجهان لعملة واحدة. في ظل ما نعيشه اليوم لا بد من العودة الى مفهوم بناء الدولة الحقيقية. نعم لاستعادة سيادة الدولة اللبنانية على أرضها، وليسقط كل سلاح غير شرعي، ولتسقط دعوات الامن الذاتي، ولتكن بندقية الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية، وحدها على الحدود وفي الداخل،ونعم لإجراء الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، وليرفرف العلم اللبناني وحده على هذه الأرض، ولنبن هذا الوطن بأيدينا، فإن لم يبنِ رب البيت فعبثا يتعب البناؤون".