أشار السيد علي فضل الله خلال خطبة صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين "ع" في حارة حريك الى ان "فلسطين الَّتي تواجه تحدياً كبيراً في هذه الأيام، يتمثّل بإعلان حكومة العدوّ مشروع يهوديَّة الدولة، لا ببعده الديني، بل ببعده القومي والعنصري، ونعتقد أنَّ الكنيست سيصادق عليه لاحقا، وتكمن خطورته في انتزاع الهوية العربيَّة والإسلاميَّة من فلسطين، وما يستتبع ذلك من تهديد واستباحة للأرض وللحقوق المدنية لفلسطينيي الداخل ولوجودهم، ومصادرة لحقّ العودة لفلسطينيي الخارج".

واوضح انه "كنا ننتظر أن يستفزّ هذا القرار الاسرائيلي العالم العربيّ والإسلاميّ، وأن يهبّ ثأراً لكرامته وعروبته وإسلامه، بحيث تتداعى مواقع القرار الرسمية العربيّة والإسلاميّة للاجتماع العاجل، وتستنفر كلّ جهودها لمواجهة هذا القرار العنصريّ، ولكنّه الصّمت المطبق، وكأنَّ الأمر لا يعنيهم وهذا الصّمت نفسه، تعيشه الشّعوب العربيّة والإسلاميّة، الّتي تشغلها الفتن والحروب الدامية".

ولفت الى أنه "من المخجل أن نستمع إلى تصريحات صدرت عن شخصيات غربيَّة وأميركيَّة، تنتقد هذا القرار، وتعتبر أنه مسيء إلى مبادئ الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين، وأنَّه قرار عنصريّ يشبه قوانين العبوديّة الَّتي تجاوزها العصر، فيما لم نشهد مواقف عربيَّة وإسلاميَّة بمستوى هذا الخطر الَّذي ينذر بضياع فلسطين".

ودعا الدول والشعوب العربيَّة والإسلاميَّة، إلى "تحمّل مسؤوليّتها تجاه هذه القضية، الَّتي ينبغي أن تبقى أمّ القضايا وأساسها، وأن تجمّد كلّ الحروب والخلافات والانقسامات لأجلها، مهما عظمت وكبرت".