اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" ​أنطوان نصرالله​ أنّ كلّ الحيثيات التي بنى عليها المجلس الدستوري قراره بردّ الطعن بقانون تمديد ولاية مجلس النواب، "تؤكد أننا قادرون على إجراء انتخاباتٍ نيابية"، معربًا عن أسفه لاعطاء هذا المجلس قانونية لمجلس نيابي ممدّدٍ لنفسه بخرقٍ واضحٍ للدستور من خلال تمديد الوكالة من دون موافقة الموكل.

وقال نصرالله في حديث لـ"النشرة": "نحن في حالة صدمة من قرار المجلس الدستوري باعتبار أننا كنا نتأمل حين لجأنا إليه كمؤسسة دستورية أن يكون أكثر ايجابية بالتعاطي مع الموضوع..." وأضاف: "للاسف مؤسسة جديدة على طريق السقوط المدوي".

واعتبر نصرالله أنّ المجلس الدستوري كان يستطيع أن يلعب دورًا أساسيًا في تصحيح الحياة المؤسساتية اللبنانية، لافتًا إلى وجوب تغيير نظامه الداخلي، وآلية اتخاذ القرارات كما تلك المتعلقة بانتقاء أعضائه.

حزب الله لا يسير بحل على حسابنا

وردّ نصرالله الأزمات المتشعّبة التي يتخبّط فيها البلد وأبرزها أزمة ​الانتخابات الرئاسية​ "لعدم اتمام الانتخابات النيابية باطار قانون عادل يؤدي لخلطة جديدة، فلا نعود بحاجة لتسويات"، وقال: "كان المطلوب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن يتحدّث عن وجوب التلاقي لاجراء مصالحات وليس تسويات تأتي دائمًا على حساب المسيحيين".

وأكّد نصرالله تأييد "التيار الوطني الحر" للقاء "حزب الله" و"تيار المستقبل"، "فنحن مع اي لقاء بين الاطراف اللبنانية لتقريب وجهات النظر، وبالتالي لا نعتبر أنّ أيًّا من هذه اللقاءات يتمّ على حساب المسيحيين، ولكن ما يعنينا أكثر ان لا تأتي نتائج هذه الحوارات على حسابنا، مع قناعتنا بأن حزب الله من المستحيل أن يسير بحل على حسابنا".

الأولوية اقرار قانون عادل وليس انتخاب رئيس

وشدّد نصرالله على وجوب تحديد ماهية المشكلة، لافتا إلى أنّ المشكلة الحالية ليست بعدم قدرتنا على انتخاب رئيس بل بالدفع باتجاه انتخاب رئيس يمدّد الأزمة. وقال: "الأولوية بالنسبة لنا اقرار قانون عادل ينتج عنه انتخابات نيابية عادلة ليصار بعدها إلى انتخاب رئيس".

وتساءل: "لماذا نسمح بأن ينتخب مجلس ممدد لنفسه رئيسًا جديدًا؟" وأردف قائلاً: "المطلوب وضع القطار على السكة الصحيحة، والا اذا استمرينا بمنطق التسويات فسيكون الرئيس مجرد صورة".

للاستفادة من مأزق خاطفي العسكريين

وتطرق نصرالله لملف العسكريين المختطفين، مشدّدًا على وجوب الابقاء على سرية المفاوضات، وقال: "نحن ضد ان يتحول الأهالي إلى أداة بيد الخاطفين، ولكن بالوقت عينه ندعو للتعاطي بروية معهم باعتبارهم يحترقون بلوعتهم ويشعرون أنهم مظلمون".

ودعا نصرالله لتكون اللقاءات معهم "صريحة وشفافة"، مشدّدًا على وجوب الاستفادة حاليًا من المأزق الذي ترزح تحته الجماعات الخاطفة ان كان من حيث الحصار المفروض عليها أو الظروف المناخية. وشدّد على أنّ "الأهم من كل ذلك هو أن 95% من اللبنانيين هم حاليا ضد هذه القوى الارهابية الشريرة ما يتيح للدولة التحرك بحرية اكبر".