دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رجال السياسة المسيحيون الى تذكر ما يقول لهم القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في الإرشاد الرسولي "رجاءٌ جديد للبنان"، وهو أنهم، بممارستهم العمل السياسي، مدعوون ليبثوا الروح المسيحية والقيم الإنجيلية في النظام الزمني المختصة بخدمة الشخص والمجتمع الوطني، على أساس من العدالة والمسؤولية؛ فهم يفعلون ذلك بحكم معموديتهم التي تشركهم في كهنوت المسيح، لتجسيد كلمة الله وإنارة العقول بالحقيقة المطلقة، وللقيام بواجب التضحية والتفاني في خدمتهم لجميع المواطنين ونشاطاتهم التشريعية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والقضائية، وللعمل على إحلال العدالة والسلام. وليتذكروا أن لبنان، في نموذجيته وخصوصيته التي تميزه عن سائر البلدان العربية، مدين للمسيحيين بنوع خاص. الأمر الذي جعله عنصر سلام وانفتاح في محيطه، وصديقا لكل هذه البلدان، ومدافعا عن قضاياها المحقة. فليحافظ اللبنانيون، مسؤولين سياسيين ومواطنين، على هذا الوطن الفريد، وليعطوه من كل قلوبهم ويعملوا على إنمائه وترقيه، لكي يظل واحة سلام ولقاء وحوار".

أضاف خلال تراؤسه قداس أحد "نسب يسوع"، في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، "إننا نجدد الدعوة للصلاة، في العائلات والرعايا والأديار وفي سائر المؤسسات، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لأنه وحده حامي الدستور، وضامن الوحدة الوطنية، ومصدر شرعية كل نشاط في المؤسسات الدستورية، وهو حافظ الأمانة للميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك والمشاركة المتوازنة والمتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة. وجود الرئيس يشكل الطمأنينة لكل اللبنانيين والحماية للجسم الوطني كله. فلا ينغشن أحد أو أي فريق سياسي بمآربه الخاصة! الرأس هو مصدر حياة الجسم كله. لذا، ننتظر رئيسا يكون على هذا القدر من المسؤولية بروحانيته وأخلاقيته وإدارته وحكمته".

ودعا الراعي: "للصلاة من أجل أن يلتزم الشعب المسيحي بالمحافظة على هويته المسيحية، فيجسدها في ثقافة الوطن، ويعيشها حضارة حياة. ونصلي من أجل الاستقرار في لبنان والخروج من أزماته المتنوعة، ومن أجل السلام في سوريا والعراق والأراضي المقدسة وسائر بلدان الشرق الأوسط".